قصة عصام وسائق الباص - صالح عبدالله الأسمر العجلوني

mainThumb

15-02-2018 09:25 AM

اسأل نفسك أولا ً وابحث في سيارتك ثانياً عن الاسلحة البيضاء  و السوداء التي توجد فيها ...بل استوقف  عشر سياراتٍ اردنية قادمة من أي اتجاه من اتجاهات الوطن الحبيب وابحث فيها فماذا ستجد؟! بالتأكيد وبلا أدنى شك ستجد ما لا يقل عن احد عشرة قطعة سلاح مختلفة النوع و المدى ؛ تتربع القنوة على رأسها  فالشبرية أو السيف والجنزير أو زجاجة مشروبات غازية فارغة  او يد كريك او يد فأس وهذا بلا شك جزء أصيل (وللأسف) من الثقافة المرورية الأردنية... التي تشكلت صورتها وتجذرت أركانها في الذهنية الأردنية .. و هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها ولا ينكرانها من منصف .
كانت هذه مقدمة لزومية لا بد منها لقراءة المشهد الذي حصل مع عصام الروابدة و سائق الباص فبعيداً عن التحيز أو التمترس خلف أي عصبية لأي طرف من أطراف الحدث أجد لزاماً على كل منصف منا  أن يقرأ الموقف بعيداً عن كل شيء  وقريباً جداً جداً من الواقع الأردني و الثقافة المرورية الأردنية التي نمارسها يومياً  فبدون هذه القراءة الواقعية ستظهر الصورة مشوهةً و مشوهةً بدرجةٍ كبيرةٍ جداً بحيث لا يبقى للحقيقة موضعا.
ودعونا نتساءل هنا من في الأردن يخرج من بيته إلى عملٍ أو إلى أي مكان آخر ولم يجد ما يعكر صفوه من سائقٍ من جهة اليمين أو سائق من جهة اليسار أو من الخلف أو من الأمام ؟؟؟ بل منكم لم يرى مشاجرةً  أو مشادةً كلامية حامية  الحروف بسبب اشكالات السلوك المروري عند دوار او على مثلث أو عند اشارة مرور ؟؟؟ 
انها أحداثٌ يومية وقعت كثيرا و تقع  يوميا في الشارع الأردني للأسف ، وليس منا أحد لا يرى نفسه على صواب في سلوكه المروري بل و ليس منا أيضاً من يدين نفسه ويعترف بخطئه الا من رحم ربي .
أنت يا من تقرأ الآن أجب بمصداقية : هل حدث معك كل ما سبق  أو بعضه أو حدث لصديق لك أو لقريب ؟؟؟؟ ان كان جوابك نعم فابتسم فأنت أردني و لك التحية و التقدير و الأحترام  وان كان جوابك لا فبكل ثقةٍ اقول لك اما أنك ملاكٌ او انك وصلت حلا  للأردن فانعم بطيب الاقامة أيها الضيف الكريم..
والآن اسمحوا لي أن أرجع واقرأ عليكم المشهد الذي  حدث مع عصام الروابدة و سائق الباص بصوت يحمل صدى الواقع المنبثق من الثوابت الأردنية أعلاه سواءً اتفقنا على أن تلك الثوابت حميدة كانت أم خبيثة فمصداقيتها تنبع من انها تحدث هنا والآن ...
عصام الروابدة حدثت معه اشكالية بينه وبين سائق باص لم يستل أي من الأسلحة التقليدية سابقة الذكر والتي تتواجد في سياراتنا جميعاً بل استل هاتفه  واتصل بالجهة المسؤولة عن الأمن في الطرقات و حصل ما حصل من تفاصيل تعرفونها أكثر مني ..
ولكن تمت قراءة المشهد من قبل الملائكة الصفراء و أقصد هنا الصحافة الصفراء و من قبل ملائكة التأجيج و التهويل الأجتماعي بصورةٍ شابها الكثير من التشويه والو التجريح و قراءات مشبهوة وبأثرٍ رجعي للتاريخ و الجغرافيا طالت عصام وأبا عصام و غيره من أفراد عائلتهم .
ولست هنا بموقف المدافع ولا الباحث عن دليل براءةٍ لأي أحد بقدر ما أهاجم و أهاجم بشدة تلك الالفاظ  و الاتهامات التي انطلقت من هنا وهناك ومهاجماً أيضاً لتلك الطريقة  التي يتعامل بها الغالبية مع كرامات وأعراض غيرهم ..(وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ) نحن ضد الاساءة لعصام ولأبيه وضد الاساءة ايضا لسائق الباص وذويه ماحدث ليس بالحدث النادر أو الفريد فهو كما أسلفنا حدث من قبل وسيحدث من بعد بل هو حدث يكاد يكون ثابت و المتغير فيه أسماء الأشخاص وقد تدور الدائرة على المنظرين ويكونوا طرفا في هذا المشهد اذا فلنتقي الله ولنعصم ألسنتنا عن أعراض الناس فان للأعراض حصانة.
و بالمحصلة فعصام الروابدة قد يكون المسؤول الاردني الأول الذي يستقيل بناءً على اشكالٍ يحدث معه علماً أن هناك من حدث معه أكثر من ذلك ولم يقدم على  الاستقالة ... ونقول أخيرا من لم تحدث معه منكم أي اشكالية في الشوارع  فليرمي عصام  بحجر .......... وحمى الله البلاد و العباد من كل شر مراد
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد