لا يزيل عتمة الليل الا شروق الشمس

mainThumb

25-06-2018 05:43 PM

قديماً "قبل سنوات ليست بعيدة" كانت الشائعة أو الحقيقة في بلادنا محدودة الانتشار وسهل مواجهتها أو تأكيدها،لكن اليوم مع التطور التكنولوجي وانتشار التطبيقات الذكية، أصبح من الصعب السيطرة أو الحد من انتشار المعلومة التي تتسرب الى ملايين الهواتف النقالة في فترات زمنية قصيرة .
كثير من المعلومات التي كانت يوماً ما محظورة، تتسرب الى كثير من المواطنين، كما ان قرارات حظر النشر في كثير من القضايا لم يعد يجدي نفعاً، اذ نعيش اليوم مع وسائل اتصال سهلة وقوية وسريعة النشر اكثر من تلك التقليدية المسيطر عليها بالقانون ومعروفة بأصحابها " وسائل الاعلام المختلفة" .
 
نحن اليوم امام اعلام بديل متفوق على الاعلام التقليدي، تحكمه الفوضى ويخلو من الدقة، وخارج سيطرة القانون والمساءلة في الغالب، فنشر معلومة غير حقيقية  او صورة مخالفة على "الواتسب" مثلا، وتداولها بين الناس من الصعب السيطرة عليه او متابعته فنياً .
لكن السؤال، لماذا لدينا "اعلام ذكي" أقوى وسقفه اعلى من الاعلام التقليدي ؟ طبعاً الاجابة ، طبيعية وواضحة، فعندما تحبس شيء، بالفطرة يبحث عن مخرج آخر، وعند التضييق على وسائل الاعلام والتهديد بالغرامات والحبس والتحويل الى امن الدولة تتقدم الوسائل الاخرى على الوسائل الاعلامية الحقيقية المرخصة .
 
لمواجهة هذه الظاهرة، ليس بالتهديد بالعقاب والتلويح به، فلن يفيد ذلك شيئاً ،بالوقت الذي سيستمر فيه نشر الاخبار سواء الحقيقية او المفبركة، الاجراء المفيد اطلاق الحريات الصحفية المسؤولة ودعمها لا قمعها، وحماية الصحفيين وتنظيف المهنة من الدخلاء وتوفير المعلومة الحقيقية بزمن معقول، وسحب البساط من تحت اقدام " اخبار التطبيقات الذكية".
 
منذ أحداث الدوار الرابع والاحتجاجات المختلفة في المملكة غرقت هواتفنا باخبار وصور كثيرة تتحدث عن صفقات وعطاءات بمئات ملايين الدنانير لا نعرف مدى حقيقتها، فهي ان صحت كارثة، فمثلا في خبر للتطبيقات الذكية ان عطاء لتنظيف الطريق الصحرواي من فردات الكوشوك وصل الى 3 ملايين دينار سنويا يقوم به عاملان في سيارة واحدة فقط ...  مثل هذه الاخبار يصدقها العامة، وتنتشر كالنار في الهشيم، فلا يمكن مواجهتها باللجوء الى القضاء بل بنشر الحقيقة فلا يزيل عتمة الليل الا شروق الشمس .. ولا يطرد خفافيشه الا خيوطها المضيئة .. فالقامة الشامخة لن تنالها سهام الحاقدين .. وغير ذلك  تتحسس رأسها ..!
 
 
  
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد