وزارة الشباب ودورها في التصدي للإرهاب والفكر الظلامي - جهاد أحمد مساعده

mainThumb

13-08-2018 09:55 AM

يقع على عاتق وزارة الشباب مسؤولية كبيرة نحو الشباب الأردني لتوعيتهِ بما يدور حولنا وما يحاك ضد ووطننا من مخاطر كثيرة، أخطرها خطر الخوارج الذين يسعون جاهدين في نشر الفكر الضال  ليستهدف شباب الوطن.
 
ومن هذا المنطلق فإن التصدي للإرهاب يقع على عاتق كثير من مؤسسات الدولة وعلى رأس هذه المؤسسات وزارة الشباب.
 
فتحصين الشباب وتوعيتهم، وكشف الأساليب التي تتبعها العصابات الإرهابية من الخوارج لاستدراج هؤلاء الشباب، أولوية قصوى للتصدي لها وفضح طرقهم وأساليبهم الخبيثة التي تعمل على غسل أدمغة الشباب.
 
لذا على وزارة الشباب وضع استراتيجية وطنية للتصدي للإرهاب، محورها الأساس وركنها الرئيس الشباب الأردني، فرؤية وزارة الشباب هو خلق بيئة آمنة وداعمة للشباب الأردني، ولن تتحقق هذه الرؤية إلا بوجود هذه الاستراتيجية التي يجب أن تشمل كافة شباب الوطن، وتغطي كافة مختلف مناطق المملكة.
 
وفي ظل الظروف الراهنة وما يشهده الوطن من عمليات إرهابية، وظهور الفكر الضال وتبنيه من قبل فئة شاذة عن مجتمعنا الأردني، إلا أن هذه الأفكار قد تؤثر على الشباب، من هنا يستلزم الأمر لتكثيف اللقاءات البناءة مع الشباب وفتح الحوار معهم حول هذه الظاهرة الخطيرة، والاستماع إلى أفكارهم في التصدي لهذه الطغمة الظلامية التي لا يجيء من وراءها إلا كل شر.
 
 فوزير الشباب أعانه الله هو المسؤول الرئيس، والرجل الأول في الوزارة وهو يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى ترجمة رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين- حفظه الله-  للارتقاء بالقطاع الشبابي فهو يحمل الهّم الوطني تجاه الوطن وشبابه، ويعمل جاهداً أن تكون الوزارة حاضنة للشباب الأردني من خلال تبني المبادرات التي من شأنها النهوض بالحركة الشبابية.
 
 ومن هنا فقد أصبح من الضروري أن تقوم وزارة الشباب في المستقبل القريب بمراجعة استراتيجياتها وبرامجها وأنشطتها بشكل مستمر وفق أدوات القياس العلمي للتعرف على مدى تحقيق مخرجاتها في ضوء الأهداف التي وضعتها ضمن مؤشرات قابلة لقياس تلك المخرجات.
 
 ولقد وجهت الدعوة من خلال مقالات سابقة قد تم نشرها حول هذا الموضوع لذا فإنني أوجه الدعوة مجددًا إلى معالي وزير الشباب إلى إطلاق مبادرات تعنى بتحصين الشباب الأردني من خطر الإرهاب، و خطر المخدرات، إضافة إلى إطلاق مبادرات تنموية تستهدف الشباب الأردني لتنمية الإبداع لديهم كرافد رئيس للاقتصاد من خلال تفعيل مركز إعداد القيادات الشبابية المعني بعقد دورات تدريبية بالمجان للشباب تنسجم مع مؤهلاتهم وخبراتهم، على أمل أن يسهم هذا التدريب في إيجاد فرص عمل للشباب بعد تأهيلهم وتدريبهم .
 
 لذا فإن تبني وزارة الشباب مبادرات تهدف إلى تمكين الشباب يسهم في تعزيز التنمية الشاملة، ويحمي الشباب من الانحراف الفكري والغلو والتطرف، فالوزارة  معنية في تقديم الدعم لقطاع الشباب، والإشراف على ذلك الدعم بشكل مباشر، وقياس أثره على الشباب، بدل أن يذهب ذلك الدعم إلى بعض الجهات التي لا تحقق إلا  أهدافها ومصالحها الشخصية ، فتذهب الأموال هدراً دون حسيب أو رقيب، وتُصرف على أنشطة وهمية أو مجالس إدارات مؤقتة، أو أندية لا يوجد مقرًا لها، ولا تضم من أعضائها إلا الأهل والأصحاب؛ فهذا المال الذي تقدمه وزارة الشباب لتلك الجهات يُنفق بغير وجه حق، والشباب الأردني هم الأولى للاستفادة منه بالإنفاق عليهم في المشروعات المنتجة التي تسهم في التنمية، وتحصن أفكارهم من الدعوات الهدامة التي تتبناها العصابات الإرهابية، أن التنمية الشبابية الشاملة يجب أن تكون من الأهداف الإستراتيجية لوزارة الشباب في مختلف الجوانب، ويجب عليها أن تخرج من عباءة عملها الروتيني والسعي إلى تطوير قدرات الشباب التي تضعهم على بوابة المستقبل.
 
 إن وجود وزير شاب على رأس هذه المؤسسة الشبابية المعنية بحماية الوطن وشبابه يعطي الشباب نظرة تفاؤل في إعادة هذه الوزارة لدورها المهم في المجتمع، وتلمس حاجات الشباب، وعلى الوزير أن يكثف العمل الميداني مع الشباب بكافة مراحلهم العمرية، وفي جميع مناطق المملكة، يتحاور معهم ويتعرف إلى احتياجاتهم وهمومهم، إضافة إلى تكثيف الزيارات المفاجأة إلى المديريات والمراكز الشبابية في المحافظة للاطلاع على عملها، وما تقدمه من فعاليات على ارض الواقع.
 
وفي ضوء ما سبق فإنه يقع على وزارة الشباب مسؤولية عظيمة، مسؤولية الأمانة نحو شباب الوطن، فإما أن تتحمل المسؤولية لتحصين الشباب من الفكر الضال، أو أن تكون أداة هدم لا سمح الله، فيقع عليهم قول الله تعالى ( وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) إن المسؤولية أمانة، وعدم القيام بها حق القيام خيانة، وهي يوم القيامة خزي وندامة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد