مهلاً على الأباء والأمهات

mainThumb

01-10-2018 06:15 PM

نعلم جيداً ان بعض فئات المجتمع الاردني خرج من اطاره المعتاد عليه، بل تخلى عن الكثير من القيم والمبادئ التى تربى عليها اجيال واجيال ، و بعد حادثة السلط وفي لقاء مع احد  المتورطين في هذه الحادثه كان عبر شاشة التلفاز ، كان هناك لدي شعور بالغرابة كيف لشاب متعلم حاصل على درجة البكالوريس في الارشاد النفسي  ويعمل في المدرسة كمرشد يحل قضايا طلابية ويقدم لهم النصح بان يقع في فخ العمل السيء  والباطل ضد وطنه وأهله.
 
بل وأخذت بالتفكير الأعمق وكان ايضا يصب في كيف تم اجتياز  عقله المحصن بالتعليم وخاصة ان تخصصه في العمل انساني و في اعادة ضبط النفس واعطاء القوة والحماس بالاستمرار نحو النجاح والمثابرة ونزع اليأس والأحباط  ، بل المرشدين النفسيين دورهم كبير بل هم البوصلة التي تدلنا حينما نُضيع الطريق في هذه الدنيا ، وكيف ضعفت مناعة هذا الشاب بعد  ان درس المواد المتعلقة بالأرشاد النفسي والتأثيرات السلبيه التي تدمر مراكز العصبية لدى الانسان ، ولنتفاجئ بعد ايام بحادثه الأغرب هو الذي اقلق الشارع الاردني اكثر من خلال قيام بعض الشباب والشابات بعمل مهرجان يسمى قلق ، يظهر ملامح غريبة عن ابناء هذا الوطن ،بل كشف ملامح الجيل الذي ينتظر منه الابداع والتقدم والنجاح ،بل رفعة للوطن باكمله ، ليعود كل اب وام الى اعادة النظر في وجوه ابنائهم ومقارنة ملامحهم من جديد ، بل زاد وازع الخوف والقلق الحقيقي عليهم حينما يمضون ابنائهم لساعات طويلة وهم خارج المنزل  .
 
   ربما ان الإحباط وقلة الوازع الديني هو العامل الأساسي في وقوع الشباب في هذا الفخ ليكون فريسة لدى اصحاب الافكار الغريبه والخارجه عن نطاق مجتمعنا ، وليس دفاعا عنهم  بل هي رسالة ارادوها ان تصل عبر تلك الملامح الغريبة  لهذا الوطن ،، ربما سبب تلك الرسالة هي قلة الثقه بين هذا الجيل والحكومات، ام هي البطالة التي جعلت اغلب اوقاتهم في فراغ والحاجة للدعم المادي ، ام انها هناك تقصير في اعادة النظر في  الخدمة العلم التي الآن حان وقتها لأعادة تكوين البنية الفكرية والجسديه لأجل نفض الافكار السلبيه ،ام انها ثقافة انتقام وحاجات مكبوته بداخلهم كالقنابل وقد انفجرت بتجمع حضر له فئات المتعلمين اتبعوا نفس هذا النهج التفكيري السلبي  ، لنخرج بنتيجة ان ليس كل حامل شهادة متعلم بقدر الكفاية  ومحصن  تفكيريا ، وان الشهادة ايضا ليست معيار على النضوج الفكري . 
 
   اعود واقول  هوناً على الآباء والأمهات يا معشر الشباب ، الأب يطمئن حينما يرى ابنائه اصبحوا  شبابا وعلى قدر حمل مسؤولية انفسهم بل عوناً لهم بعد عناء التربية والتعليم  ،  هوناً يا معشر الشباب حينما يكتب الأسم الرباعي لمتهم يظهر على الشاشة ليحرج تاريخ عائلته ، وكيف تعود الفتاة الى بيت والدها بعد ذلك المهرجان والتي ظهرت بلباسها المخزي عبر المواقع التواصل الاجتماعي ليرى اباها بالصدفة تلك الصور والفيديوهات  ، و بالنهاية كل مافي الأمر هو فشل اجتماعي جديد متجدد  ليسجل على قائمة الخذلان  كما سجل فشل الأقتصادي والسياسي والتعليمي ، ولأعود واقول  ... مهلاً على الأباء والأمهات بل كان الله في عونهم  .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد