مفاجآت نتنياهو في عصر الانكشاف‎

mainThumb

03-10-2018 02:35 PM

 قال نتنباهو في كلمته أمام الجمعية العامة الأسبوع الماضي: لَديّ اعتراف مهم قد يفاجئكم، وهو إن الاتفاق النووي مع ايران كان له تأثير ايجابي واحد، تمثل في تحقيق التقارب بين اسرائيل ودولا عربية أكثر من أي وقت مضى، واتسم هذا التقارب ب"حميمية" وصداقة لم أرها في حياتي وهو أمر كان من المستحيل تخيله قبل بضع سنوات..

 
طبعا هذا الكلام غير مفاجئ للسياسيين العرب ولا للإسرائيليين، وقد يكون غير مفاجئ لبعض الشعوب العربية، لأن اسرائيل وضعت هي والدول الغربية الراعية لها، الخطط والأساليب التي بمقدورها أن تجعل اسرائيل أمرا واقعا بالنسبة للأنظمة العربية والاسلامية أيضا، ولا أقول بالنسبة لمعظم الشعوب العربية والاسلامية، لأن الشعوب ترفض اسرائيل وهي مجال تنفيذ هذه الخطط لتقبل باسرائيل، لذلك كان بعض القادة العرب الثوريين الذين رفعوا شعار الموت لاسرائيل، هم الذين صنعوا انتصاراتها الوهمية – التي لم تقنع الشعوب العربية!! بهدف تثبيطها، ويسقط في يديها وتُقر بالأمر الواقع الذي تعمل عليه دولها قبل دولة اسرائيل، حتى أنهم أطلقوا على جيش اسرائيل الخائر بعد أن صنعوا له الانتصارات الوهمية، " الجيش الذي لا يقهر" ما شكل مفارقة عجيبة ومضحكة ومخزية.
 
أنظمة أخرى رفعت راية الطائفية والصراع الطائفي "التي رعتها اسرائيل ورعاتها" وأشغلوا العرب بها  مع أنها لم تشغلهم قبل وجود اسرائيل، وسارت الأنظمة في هذا الطريق، الذي ينتهي –كما تخطط اسرائيل- بتفكيك الشعوب العربية وإعادة تركيبها ليكون الكيان الصهيوني جزءا منها، وتقبل به الشعوب على أنه أقل حقدا وضررا عليهم من أخيه الآخر، متناسيين أن اسرائيل دخيلة علينا وتحتل أرضنا وكل ما يحصل في شعوب المنطقة هو بتدبير منها ومن رعاتها الغربيين المجرمين!
 
مفاجأة أخرى كان على نتنياهو البوح بها: وهي أن تيار الممانعة خدم إسرائيل خدمة كبرى، على مدى وجودها، برعايته "أمن اسرائيل"، وجعل اسرائيل تصور نفسها على الدوام أنها دولة لها كيانها وأن البعض يريد أن يعتدي عليها وهذا لا يجوز أن يحدث في شرعة الأمم المتحدة، وتنفذ هذه الدول والجماعات مشاغبات على إسرائيل، لتبقى اسرائيل تلعب على قضية الأمن وتبتز الغرب والعرب والشرق والغرب!!.
 
ولكن الشعوب العربية المقهورة الآن، غير متفاجئة، وأنها تعلم كل ما يحاك لها من شِباك، وتعلم أنها في يوم من الأيام ستفقد اسرائيل الدعم والرعاية وتبقى صيدا سهلا للشعوب المقهورة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد