الرئيس ترامب في الميزان

mainThumb

17-10-2018 02:28 PM

تأملت ردود  الفعل العربية  الشعبية تحديدا على سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب  ، بدءا من قراره بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بأنها عاصمة الكيان الصهيوني الموحدة، نافيا حتى القرارات الدولية وغيرها حول القدس إلى جرأته غير المألوفة في السياسة بين الدول عبر طلبه من حكام دويلات الخليج بدفع بدل حماية  وردد ترامب  ما يقوله الشارع العربي من المحيط إلى الخليج  أن تلك الأنظمة لولا الحماية الأمريكية ما استطاعت الاستمرار أسبوعين فقط  .
 
وهذه السياسة الصريحة أكثر من اللازم انفرد بها الرئيس الأمريكي  دون غيره من الرؤساء الأمريكان وتعتبر أكبر إحراج لمن يتحدثوا عن أنفسهم بأنهم حلفاء أمريكا .
 
وها هو ترامب يفضح ما وراء الصورة الخارجية  التي طالما خدعت شعبنا وأمتنا العربية بأن هذه الأنظمة هي الحليفة الأهم للولايات المتحدة .
 
واليوم ترامب يفضح الطابق ويقول على رؤوس الأشهاد بأن هذه الأنظمة خالية من كل شرعية وطنية وان القواعد الأمريكية هي العامل الأساسي لوجودها وإلا أصبحت في مهب الريح ، هذا اعتراف من رئيس  أكبر وأقوى دولة في العالم .
 
إن وطننا العربي لا يزال تحت الوصايا والانتداب وأن سبب الوجود لكثير من الأنظمة حتى غير النفطية هي القواعد الأمريكية ومن يشكك بكلام ترامب  الواضح والصريح فلينظر لنشاطات السفير الأمريكي في بلاده وسيعلم حينها أن عهد الانتداب قد عاد من جديد بعد أن طرده الزعيم جمال عبد الناصر من البلاد العربية ، وأن الأحلاف العسكرية التي حاربها جمال عبد الناصر بكل قوة من حلف بغداد إلى مبدأ ايزنهاور  وما بينهما  وبعدهم قد عادت من جديد بعد رحيل جمال عبد الناصر ووصلت ذروتها بانهيار الاتحاد السوفيتي  وحرب الخليج الثانية التي عرفت بتحرير الكويت .
 
ناهيك عن صفقة القرن التي يحاول ترامب فرضها لصالح الكيان الصهيوني  .
إن ترامب هو أصدق رئيس في تاريخ الولايات المتحدة مع ناخبيه سواء أعجبنا ذلك أو لم يعجينا فان الرجل  صدق  من يهمه أمرهم  أي ناخبيه ،  ألا يحق لنا هنا أن نتساءل أين المليارات العربية التي أهدرت في الهواء لدعم هذا المرشح أو غيره .
 
وماذا استفاد من دفع وساعد ومول  ، أنا شخصيا كاتب هذه السطور سعيد جدا بوجود ترامب  في البيت الأسود الأمريكي والرجل لا يريد عمالة من تحت الطاولة ولا أصدقاء في الخفاء أوضح كل شيء وأعطى كل نظام حجمه الحقيقي وما يستحق  .
 
لكن ألا  يتعظ ويخجل على أنفسهم أتباع السياسة الأمريكية هنا من ذيول المحافظين الجدد وهم يشاهدون كيف تحرج وتهان الأنظمة ذات الأهمية المادية فكيف بالدول ذات الدور الوظيفي فقط .
 
نصل للقول أن أمريكا ليس لها صديق إلا الكيان الصهيوني ولا تنظر لأي قطر عربي أو غير عربي في المنطقة  إلا من خلال المصلحة الصهيونية .
 
سياسة دونالد ترامب تعبير حقيقي عن أمريكا الحقيقية وليس أمريكا الأحلام والدولارات وهوليود  .
 
ولا عزاء للصامتين. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد