أحلام وردية

mainThumb

22-12-2018 11:44 AM

في واقع الحياة التي نعيشها أصبح من المأساة بالتفكير والتخطيط بالمستقبل العلمي والعملي الناجح تماما والعمل بنصائح اهل الخبرة والمهارات واصحاب المقولات الشهيرة العظماء عن البحث في سبل النجاح ، فالبعض اصبح يبحث عن الثراء السريع اكثر من العيش على ايراداته البسيطة وذلك بسبب تردي الأوضاع المالية وقلة تحقيق المطالب الحياتية كالعمل في أعمال السرقة و المتاجرة بالممنوعات كالمخدرات وغيرها التي تضر مجتمعنا وللأسف ما نراه من اساليب غريبة في التهريب واستغلال حاجة الفقر والشباب هم أولى الضحايا ولولا الحرص الوطني في مكافحة المخدرات كان الوضع مدمر للغاية ، وأيضا البعض يحلم بحياة مختلفة عن واقعه مثل الموظف المبتدئ الذي يحلم بمكان المدير حينما يكون في اجازة او سفر او أن يقوم بمهمة خارج العمل الرسمي ، والبعض يخبئ في نفسه الفشل ليدفنه مع سوء الظروف والأحوال .
 
وندرك جيدا ان بعض التخصصات التعليمية ليس لها سوق عمل ومع هذا ندرسها لأننا نحبها ، وايضا نعمل في مجالات بعيدة كل البعد عن الدراسة وقد ننجح فقط لأننا نريد أن نعمل ، وايضا قد ننشئ مشروعا في وضع اقتصادي سيء وقد نجازف بالأموال او تحويشة العمر على أمل أن يتغير الحال ويضيع رأس المال في زخم الآمال ، وأيضا نحلم بحياة عصرية فيها كل اساليب الراحة ونحن في قمة الشقاء ، واحيانا تمر بجانبنا سيارة فاخرة فنحلم أننا نملكها لكن حينما نسأل صاحبها يقول أنها عبارة عن عبء قرضي اتعب كاهله ،والبعض يملك شركة ومصنع وآليات كبرى لكن دون تحقيق ارباح وكثرة الديون ، فالبعض القليل يعيش ليحلم ويصرّ على أن تتحقق أحلامه ،والبعض يشاهد بعين التمني والغيرة تلك البلاد المجاورة وهم يهتمون في تنمية الشبابية بالتخطيط الناجح لمستقبل اوطانهم ، وفي مراجعة شاملة على كل إنجاز لنا هنا في وطني فهناك خطوة مسير للأمام وعشرات الخطوات الى الوراء ، والبعض يطلب منّا ان لا نكل ولا نمل حتى نستمر في البقاء فقط في البقاء لأجل أن نكون مع المنافسين ،والبعض الآخر يعيش على حلم وردي ولا أحد يريد إيقاضه و ربما يرى السعادة في تصورات الخيال والبعض الآخر يشكر نفسه على قلة الأحلام و القناعة واللامبالاة والنوم العميق .
 
هكذا نحن الشباب و قد اقتبل العمر يا وطني فالشباب يحلم بأحلام وردية يريدها أن تتحقق ، الوظيفة والدراسة والسفر والزواج وتحقيق الذات اصبحت أحلام وردية ، والأحلام يا وطني لا تحكى كقصص نجاح للأجيال القادمة او في تاريخ انجاز ، بل تسجل في قوائم سجلات الديوان الخدمة المدنية كأسماء غائبة عن الحياة أو في سجل القضاء بتهمة السرقة او الأختلاس او تهريب الممنوعات ، ليس من المعقول أن يهدر قوى الشباب وعزائمه وحماسه وتحقيق احلامه والوطن عاجز على اعادة الأمل وتحقيق الحلم أقلها في العمل وتحقيق الذات واعادة الحيوية في روح الأنتماء لهذا الوطن ، نعم انها احلام وردية.
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد