لا أحد فوق القانون ولا الأخلاق .. - ابراهيم عبدالمجيد القيسي

mainThumb

16-01-2019 03:46 PM

 قبل أيام؛ امتدت أياد قصيرة وتسللت أفكار عمياء لتسرق من الأردن موقفا سياسيا اعلاميا انسانيا لا يحدث الا في الأردن، ألا وهو استقبال جلالة بل دعوته لعامل الوطن، أن يكون برفقته لحضور مباراة كرة القدم بين منتخبنا الوطني والمنتخب السوري الشقيق، فالصورة التي سبق نشرها لعامل الوطن نفسه، يقف خارج احد مقاهي عمان، وينظر من خلف الزجاج الى مباراة المنتخب الأردني الأولى مع المنتخب الاسترالي، نشره ناشروه ابتغاء إظهار حالة ما من الحرمان وقلة المال التي يعيشها مواطنون، وأنهم بسبب الفقر لا يمكنهم من متابعة هوايتهم وتلبية مشاعرهم الوطنية الشخصية في محبة ودعم منتخبهم الوطني لكرة القدم، وهي رسالة أوصلها من نشر تلك الصورة ونالت ما نالت من تعليقات انطوت على أفكار سياسية تشيطن التكافل والتراحم والتعاضد بين الأردنيين، وفي كل موقف مشابه نقولها: فقراء نعم، لكننا أغنى بسبب محبتنا لوطننا وانتمائنا وولائنا ووفائنا له، وهذا ما قاله جلالة الملك العظيم بأخلاقه، ومن حق جلالة الملك أن يقدم لنا صورة مغايرة تماما لما أراده ناشرو الصورة الأولى، وهذا موقف ملكي صامت، لا ينطوي على كثير من كلام سوى استعداده التام للدفاع عن المشاعر الوطنية وتعزيزها في نفوس أبناء الأردن، كبيرهم وصغيرهم بلا استثناء، ويقدم مثالا لكل من يحاول التشكيك بالنهج الهاشمي في حبه للأردنيين وحرصه على مشاعرهم والدفاع عن صدقيتها ونقائها.. كان بإمكان جلالته الإيعاز لأي موظف في الديوان الملكي العامر أن يقدم هدية لعامل الوطن، شاشة وريسيفر واشتراكا على القناة التي تبث البطولة المقامة في دولة الامارات الشقيقة.. وكان بإمكان أمين عمان وبلا توجيه من أية جهة، أن يضع شاشة في إحدى قاعات أمان عمان بل شاشات في كل عمان، ويمنح موظفي امانة عمان ومواطنيها فرصة متابعة المباريات كلها.. لكن كل هذا لا ينطوي على رسالة بعمق وقوة وأصالة الرسالة التي أوصلها الملك الانسان الى الدنيا كلها وليس الى شعبه فقط.. هذا ملك أخلاق وسياسة تتبخر أمامه كل محاولات الدهاء التي تستهدفنا.

 

كلنا شعرنا بقوة الرسالة ومدى عمقها، وكلنا ارتجفت قلوبنا ودبت في أجسادنا نمنمات فرح واعتزاز، وإنني متأكد أن هذا حال كل مواطن «عربي على وجه التحديد»، رأى الصورة وفهم القصة، وهذا ما دفع بإحدى القنوات الفضائية الخارجية لاستئذان العامل المذكور لتصوير قصة إخبارية حول موقف ملك الأردن، وهو موقف استغله من لا يشعرون كما نشعر بل يغضبون من مشاعرنا الوطنية الصادقة، ولا يستقبلون المؤثرات الطبيعية كالمواطن الطبيعي، يغتالون لحظات دهشة وطنية إنسانية منبعثة من موقف ملكي أخلاقي عظيم، ويقوموا بفبركتها وتقديمها لأمثالهم باعتبارها كلها قصة مفبركة، تتقصى استغفال الأردنيين وتزوير مشاعرهم وخداعهم بأن الموقف الملكي من العامل الأردني البسيط موقف موضب، قام به مستشارون وأبناء «كار».. مثل هذا التفكير الشاذ هو ما يدمر النقاء والبراءة والوفاء والأخلاق، ويضفي حالة من الشك تدمر كل الحقائق.. تخيلوا لو لم تقم تلك القناة بنفي تلك الفبركات التي افتعلها أحد الشاذين، واستغلها لتدمير بل سرقة حالة الفرح والاعتزاز الوطني، التي شعر بها كل مواطن أردني محترم حين شاهد صورة جلالة الملك وسمو ولي العهد برفقة عامل الوطن يشربون الشاي ويتابعون تلك المباراة..
 
المحاولة الحقيرة التي حاولت سرقة الموقف الأردني الملكي – الشعبي تنطوي على إساءة لنا جميعا، وليس سويا ولا عزيزا ولا محبا لوطنه ولا محترما حتى، من يصمت عن مثل هذه التشكيكات في دفء العلاقة الأردنية بين الملك والشعب النقي، ويجب أن لا ننظر الى الموقف الملكي إلا من باب الرد على تلك الاساءات التي انطوت عليها عملية نشر الصورة الأولى للعامل، ثم جاء الرد عليها ملكيا وطنيا عميقا معبرا عن أخلاقنا ومشاعرنا وعهدنا مع الهاشميين..
 
المؤامرة؛ فعل شيطاني وليس شرطا أن تتطلب جهودا وجنودا يتسللون الى داخل الحدود متنكرين، بل هي فكرة شيطانية قد تصدر عن أقل الناس شعورا وأخلاقا وأكثرهم جهلا وشذوذا وانحرافا عن السوية الأردنية، هؤلاء هم الأعداء الفعليون للوطن وللدولة وللناس الذين يتمتعون بالصفاء والنقاء والحب الصادق لبلدهم، إنني رأيت تأثير الصورتين على أطفالي، ثم راقبت مشاعرهم بعد انتشار الصور المفبركة..لا بد أنكم شعرتم بذلك، ولهذا نقول إن الفعل الشنيع الشاذ الذي قام به من حاول فبركة الموقف الملكي المضيء، ليس مجرد إطالة يد أو لسان، بل هو جريمة كاملة بحقنا جميعا كتلك التي قام بها من إدعى أن ارهابيين اردنيين اختطفوه بسبب أفكاره فإذا به ينفذ سيناريو شيطانيا يستهدف النسيج الوطني الأردني، فعاقبوا كل مجرم يقتنص فرحنا ويشوه الأردن ويستهدف هذه العلاقة الفريدة بيننا وبين قائدنا وملكنا وسيدنا.. الذي احتل هذه المكانة منا بسبب مثل هذه الأخلاق والمواقف، التي تزعج كل عدو حقير متربص شرا بنا حتى مشاعرنا.
قولوا لهم الأردن اعلى من هذا السقوط الذي يسجن نفوسكم وعقولكم.
 
الدستور


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد