أين أصبح الأمن والآمان يا حكومة الرزاز

mainThumb

05-04-2019 06:36 AM

 تأملت الحوادث المفجعة التي تعرض لها الوطن مؤخرا وبعضها تم في وضح النهار وعلى عينك يا تاجر من مقتل الطفلة نيبال  لمقتل رجل وزوجته في منطقة رحاب بالمفرق إلى مطاردة زعران  لطفلة في اربد احتمت بأحد المواطنين الذي لم يسلم هو من اعتداء الزعران في وضح النهار وكاد أن يفقد حياته لولا تدخل الإرادة الإلهية  .

إلى ضرب سيارة تابعة للشرطة من سيارة أخرى وهرب الجاني  وقد قيل أنه تم القبض عليه ناهيك عن حوادث السرقات وحتى الخاوات فقد وصل الوطن لحالة غير مسبوقة في تاريخه من الفوضى وفقدان الأمن،  وأصبحنا نفاجئ بأحداث غريبة على مجتمعنا وثقافتنا وفي وسط هذا  وذلك يطل علينا  بعض الراقصون على جراح الوطن وأغلبهم مستفيد من مآسي الوطن القائمة ليعطونا دروس في الأمن والآمان وأن وضعنا أفضل من غيرنا  ، وما يتمتع به وطننا  من أمن وآمان سابقا هو في الحقيقة يعود لفضل الله ثم وعي المواطن وحرص الجميع على القاسم المشترك بينهم وهو أمن الوطن و المواطن  بدون أن يشعر هؤلاء السحيجة بوخزة ضمير  والخجل من أب وأم فجعا بفلذة أكبادهم أو أطفال فقدوا أبائهم.
 
ولماذا وصل وطننا إلى هذه البدايات المؤسفة  من الفوضى الخلاقة  والتي  إذا لم ننتبه لأخطارها سيخسر الجميع ولن يستطيع أحد أن يؤمن على نفسه أو على أطفاله عندما يخرجوا للشارع أو المدرسة .
 
والحقيقة لا أستطيع أن أفصل بين هذه الحوادث المأساوية وبين السياسة وما يحدث على ارض الواقع بدءا من سياسة الفقر والبطالة والتهميش الذي يعاني منه الشباب الأردني وصولا لما يروج ويقال عن ما يسمى بصفقة أو صفعة - لا فرق -  القرن  .
وأرى أن هناك ترابطا جدليا مقصودا بين هذه الفوضى والفقر والبطالة وارتفاع الأسعار  بشكل لم يعد يحتمل  بهدف الضغط على النظام اقتصاديا  والنظام بدوره سيضغط على الشعب وهو ما نراه على أرض الواقع ، حتى أصبحنا نحتاج لإعادة تسمية  لمثل مقولة معدل خط الفقر في الماضي بحيث كان يصنف بمن دخله ما دون الخمسمائة دينار أما اليوم فان هذه التعرفة تحتاج لدراسة جديدة تأخذ بعين الاعتبار كل ما هو موجود من الغلاء ورفع الأسعار وعدم زيادة الأجور .
 
فان الحكومات الأردنية المتعاقبة للأسف لا زالت تعيش كلها دون استثناء في أبراج عاجية ولا  يهمها إلا البقاء في الدوار الرابع كيف لا وهي تعلم لا فضل لأحد في بقاءها المرتبط بإرضاء صندوق الفقر الدولي ومن يديره من أعداء الأمة .
 
لذلك نقول للمزاودين كفاكم ثرثرة واخجلوا من أنفسكم فقد وصل الوطن لدرجة لم تعد تحتمل من الضغوط  على الشعب لأجل فرض سياسة الأمر الواقع، وعلى هذه الحكومات  قبل أن نقلب الصفحة أن التاريخ لن يرحم وإرضاء  من هم خارج الحدود ليس بالحكمة  ولا يحمي أي نظام في الدنيا إلا شعبه ولنا في الشقيقة سوريا المثل الأعلى  فقد صمدت أمام حرب عالمية  بهدف إسقاط الدولة السورية قبل الرئيس بشار الأسد ولكن فشلوا بسبب التفاف  الشعب حول قيادته ودعم أصدقائه  الذين هم آخر من تدخلوا وتحديدا  2015 روسيا وإيران  وحزب الله .
 
لذلك هناك مسئولية جماعية على الشعب الأردني والأحرار الشرفاء حتى من داخل الحكومة إذا وجدوا .
 
حماية الوطن بالعدالة الاجتماعية  وتكافؤ الفرص وسيادة القانون واحترام سلطة القضاء وتشجيع الحريات العامة وإشراك الشعب في تحمل مسئوليته  وهذا دور الحكومة ومن وراء الحكومة وغير ذلك سنبقى كالذي يحرث البحر ويزرع في الهواء  ، والأمن والآمان مسئولية كل مواطن شريف وليس رجال الأمن فقط .
 
لذلك بالعدل والقانون واحترام الحريات تبنى الأوطان وترفع وغير هذا لا عزاء للصامتين . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد