الفشل الثالث

mainThumb

01-09-2019 09:12 AM

عندما تباهى وزير الدفاع الايراني أمير حاتمي في تصريحات له قبل بضعة أيام بأن بلاده تنوي إجراء تجربة إرسال أقمار صناعية للفضاء قريبا.
 
فإن الذي ?ان يمكن إستخلاصه من هذا التصريح إن حاتمي قد أصبح واثقا بنجاح التجربة الثالثة بهذا الصدد بعد فشلين ذريعين سابقين، ولايبدو إنه ?ان قد وضع في حساباته من خلال تصريحه إحتمالات الفشل في إنجاز العملية، ولاسيما بعد إنفجار الصاروخ الثالث على منصة إطلاقه في مركز "الخميني" الفضائي قبل الإطلاق، وإن إعتراف مسٶول إيراني بذلك شريطة عدم ذ?ر اسمه لرويترز جائ بعد أن تيقنت طهران بأن عدم إعترافها سيجعل الامر أسوأ.
 
فشل عملية الاطلاق الثالثة خلال هذا العام، يدل على إن طهران تحاول بشتى الطرق أن تحقق منجزا ومكسبا علميا ?بيرا بحيث يسحب الانظار عن الاوضاع المزرية التي تعانيها على مختلف الاصعدة ويبدو إن هذه التجربة لو نجحت فإنها ?انت تعطي حيزا ومجالا ?بيرا لحكومة روحاني خصوصا والنظام برمته ل?ي تبني عليه الامال وتجعله منطلقا وأساسا لإنطلاقة جديدة من شأنها أن ت?ون بداية عملية لحل ?افة المشا?ل والازمات، ومع إن البعض قد يتعجب من هذا الطرح، ولكن لو تم تتبع تأريخ هذا النظام منذ تأسيسه قبل 4 عقود، فإنه سيجدها ?ذلك، أي ?انت تجعل أمرا ما سببا لحل ?افة المشا?ل، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد أوحى القادة والمسٶولون الايرانيون وقبل التوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015، بأن مشا?ل البلاد الاقتصادية والاوضاع المعيشية السيئة ستتحسن ?ثيرا مع التوقيع على الاتفاق، ول?ن وبعد الاتفاق ليس لم يحدث شئ من ذلك القبيل وإنما حتى ساءت الاوضاع أ?ثر من قبل!
 
الطريقة السوبرمانية التي يحاول النظام الايراني حل مشا?له وأزماته من خلاله، هي أشبه بتمني المفلسين في أن تحدث مفاجأة ويصبحوا بين عشية وضحاها أثرياء وفي ترف ونعيم، والحقيقة المرة التي يهرب النظام دائما منها الى الامام ويتحاشا الاعتراف بها، هي إن مايعاني منه النظام نتيجة لفشل عمره 40 عاما، فشل سياسي، فشل إقتصادي، فشل ف?ري، فشل إجتماعي، والاهم من ذلك ?له فشل قيادي، لأنك حيثما تجول ببصرك في إيران تجد نفسك أمام أزمة ومش?لة عويصة لايم?ن حلها ومعالجتها، ولذلك ونحن أمام مش?لة إعلان ثالث عملية فشل في إرسال صاروخ إيراني الى الفضاء، فإنه من المهم جدا التر?يز على حالة الفشل العام للنظام منذ تأسيسه وإجبار الشعب الايراني على تحمل نتيجة وآثار ذلك، وليس الحديث عن صاروخ فاشل!!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد