بعد الخمسين هل فات وقت الابداع - خوله الكردي

mainThumb

12-10-2019 08:38 AM

يتصور البعض ان بلوغ الانسان لسن الخمسين، يعني ان الطموح قد انتهى بالنسبة له، وهو فقط للشباب وعليه ان يستعد لمرحلة الكبر وانكفائه على نفسه، وينحصر تفكيره بصحته والايام المقبلة من الوعكات الصحية، ففكرة بلوغ الانسان سن الخمسين لدى الكثيرين معناه انه كبر وما عاد كسابق عهده في النشاط والتفكير والانجاز، وعليه ان يدع مكانه لغيره كي يحلم ويحقق طموحه.
 
ولا يدري اصحاب الفكر هذا ان العديد من العظماء قد لمع نجمهم وارتفع قدرهم وعظمت انجازاتهم بعد الخمسين، والامثلة على ذلك كثيره على سبيل المثال: الناصر صلاح الدين الايوبي، والعالم العز بن عبدالسلام، القائد موسى بن نصير والقائد الاسد بن فرات ويوسف بن تاشفين والكاتب حنا مينا والكاتب والاديب العالمي المصري  نجيب محفوظ والاديب والناشر سعيد جودة السحار والفنان المصري حسن عابدين وغيرهم كثير.
 
فهل بلوغهم الخمسين منعهم من تحقيق طموحاتهم؟  بل العكس اثروا في مجتمعاتهم وتركوا بصماتهم على سجل التاريخ، وهذا يدفعنا للقول اذا امن المرء بفكرة وانه يستطيع القيام بها وتحقيقها، ذللت له الصعاب وفتحت له ابواب المجد وبدا اولى خطواته لصعود سلم النجاح. ان التاريخ لم يكتب لفئة معينة من الناس او لعمر محدد، ولكن التاريخ شكلته ايدي جميع فئات المجتمع، لم تطوى صفحات التاريخ على عمر محدد بل تمدد واتسع ليشمل جميع الفئات العمرية، والتي ساهمت في بلورت وصناعة الحضارات على مدى عقود طويلة، حفرت بدماء وعبقرية افراد على مختلف أعمارهم.
 
والتركيز هنا على المراة بصورة خاصة، فيعتقد ان المراة اذا بلغت الخمسين واكثر، لم يعد لها نصيب من رونق وبريق كما كانت في صباها، هناك العديد من النساء اللاتي استطعن ان يحافظن على شبابهن وصحتهن بالرغم من كبر سنهن، ليظهرن في احيان كثيرة اجمل من نظيراتهن صغيرات السن، فالحيوية والجمال ليس محصورا على عمر معين، انها الثقة التي تنبع من الداخل وهذا سر الجمال والشباب الدائم.
 
خلاصة القول: ان الذين انجزوا وابدعوا في اعمار متقدمة، انما نابع من ايمانهم العميق والمتاصل بان الله خلق لكل عمر خصاله التي تميزه، و ان الابداع والطموح لا ينقطع ما دام الانسان يؤمن بانه قادر على تقديم الافضل مهما بلغ من العمر، ولا يسمح ان يعيقه اي ظرف مهما كان، فهو لا يعرف عمرا او مرحلة انما هو دافع ذاتي يحفزه على العمل لتحقيق حلمه وطموحه.
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد