كل عام وأنتم بخير

mainThumb

02-12-2019 12:12 PM

سرح ببصره بعيدا ، ورجع بذاكرته إلى الوراء ، إلى ما قبل خمسة وعشرين عاما حين هبط تلك القرية لأول مرّة ، وقلب تقويم الأيام بسرعة حتى توقف صباح ذلك العيد ، مصمص شفتيه بحسرة .. لا الأيام ظلت كما هي ولا الحال ودوام الحال من المحال كما يقولون ..كان قد صلّى في مصلّى العيد منذ نصف ساعة أو أكثر .. لأوّل مرّة يغترب وكان حدثا صغير السن بعد لم ينبت له شارب في السابعة عشرة أو حولها .. وكان هذاأول عيد له في غربته.
 
كان العمل يأخذ عليه كلّ وقته وحتّى بالأمس كان طلابه وجيرانه يسامرونه إلى وقت متأخر من الليل وما أن سمعوا بأن غدا عيد حتى انفضوا من حوله ، كيف سيقضي أيام العيد ؟ والكل مهتم بعيده الخاص كما لو كان لكل منهم عيدا يقضيه مع أهله ..
أخذ يتذكر مظاهر العيد في بلده ، كيف يتزاور الجيران والأصحاب والأقارب في ذلك الصباح حتى أولئك الذين في نفوسهم حزازات على بعضهم البعض وكيف يقيم أهل بيته الآن دون أن يكون بينهم .. لا بد وأنهم مشغولون عليه وأخذ يتصور والده ووالدته وإخوانه وأخواته حتى بلغ به اليأس مبلغا كبيرا وصار يردد من فرط يأسه بصوت عال.. لعن الله الغربة ..لعن الله الغربه .... 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد