النقاد يفسدون كل شيء

mainThumb

08-03-2020 12:07 PM

النقّاد يفسدون كلّ شيء .. مرّت هذه الخاطرة على ذهني حين تفرّست في وجه صاحبي فإذا هو منهمك تماما في متابعة ما يجري على خشبة المسرح وكان يبدو عليه سيماء التأثر والإنفعال.. 
 
حين انتهى العرض أحببت أن أستطلع رأي صاحبي فيما عرض فقال بانفعال : رائع .. رائع ما رأيته الليلة هؤلاء الشباب قدموا أجمل ما لديهم من أفكار ومن مشاكل اجتماعية ومن أنماط مسرحية ليسرّوا عنّا 
 
فكرت انني أتحامل على الفريق المسرحي الذي شاهدته بعد أن قال صاحبي ما قال .. سمعت آخر يقول لصاحبه ونحن في طريقنا إلى خارج القاعة : أرأيت هذا هو المسرح ..إنهم جديرون بالإحترام والتبجيل والتقدير .. رسخ في فكري انني أتحامل فعلا على طاقم المسرحية .. قال صاحبي : وأنت ما رأيك ؟
 
ماذا أقول له ؟ هذه التي قالوا بأنها مسرحية تتألّف من أربع لوحات كل لوحة منفصلة عن الأخرى لا يربطها بالأخرى إلاّ تدخّل المخرج إذ لا رابط موضوعيّا بينها فأنا أعرف أن خطّا دراميا يربط العمل ككل هكذا قرأت في كتب المسرح وفي هذه المسرحية لا خط يتصاعد ولا حتى أحداث ولا صراع والفكرة مأخوذة أساسا من مسرحية ( بيراندللو ) ست شخصيات تبحث عن مؤلّف لا أقصد فكرة اللوحات الأربع ولكن الشكل المسرحي فكيف يسمى هذا العمل عملا مسرحيا وهو يفتقر إلى ألفباء المسرح؟ شيء آخر أيضا حين فكرت بالإخراج ابتسمت قليلا إذ يجب على المخرج أن يوظّف المسرح لإراحة عين المشاهد لا أن يجعل المسرح مائلا .. أمّا كيف يميل المسرح فهو أن يحشر المخرج الممثلين في زاوية واحدة ويترك باقي المسرح فارغا ...
 
ماذا أقول لصاحبي ؟ فكّرت طويلا وحين هبت علي نسمة باردة انتعشت وقلت له بجرأة : النقاد يفسدون كلّ شيء...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد