رسالة مفتوحة الى مجلس امناء اليرموك

mainThumb

21-08-2020 08:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


رسالة مفتوحة الى مجلس امناء جامعة اليرموك


الصلاة والسلام على اشرف المرسلين واله وصحبه اجمعين وبعد .


السادة اصحاب المعالي والعطوفة والسعادة رئيس واعضاء مجلس امناء جامعة اليرموك الاكارم ، أتوجه إليكم بهذا الخطاب سندا للمادة ( 17 ) من الدستور التي كفلت للمواطن الحق في مخاطبه السلطات العامة، فيما ينوبه من أمور شخصيه، أو ما له علاقة بالشأن العام، فأنتم – المجلس المؤتمن على الجامعة، الحاصل على الثقة الملكية ، وانتم من يتولى رسم السياسة العامة للجامعة ، وتقييم الاداء فيها ، واليرموك امانة برقبتكم ، ولولا سوء اوضاع الغالبية الساحقة من الجامعات الاردنية اليوم لبكيت على حال جامعة اليرموك .


اخاطبكم اليوم وأركز في خطابي هذا على الاجتماع القادم الذي سيتم فيه اجراء تشكيلات اكاديمية تشمل نواب الرئيس والعمداء ، حيث سيمثل هذا الاجتماع مرحلة فاصلة في مسيرة الجامعة ومستقبلها ، فاليوم جامعة اليرموك تقف على مفترق طرق ، فإما ان يتم اختيار طاقم ينتشل الجامعة من وهدتها، ويعيد اليها القها ومكانتها، واما ان يحدث العكس لا قدر الله، عندها تصبح المسالة بحاجة ماسة لتدخل جراحي لاستئصال الورم !.


والذي يدعوني لكتابة هذه الرسالة لكم هو تراجع الجامعة خلال السنوات القليلة الماضية على كافة الصعد، فعلى الصعيد المالي باتت على وشك الافلاس في ظل المديونية المتراكمة عليها والعجز الكبير في موازنتها، وعلى الصعيد الأكاديمي، تراجع تصنيفها في سلم ترتيب الجامعات المحلية والعربية والدولية وشهدنا لاول مرة منذ سنوات طويلة غياب اسم اليرموك عن الجامعات التي حصلت على دعم مشاريع دولية بحثية او مشاريع بناء القدرات.

وعلى الصعيد الإداري، تكرست فيها ممارسات لا تمت للعمل الأكاديمي بصله، فغالبية الفريق الذي قاد الجامعة في المرحلة السابقة، كان جل همه ان يثبت فشل الفريق الذي سبقه ونسف انجازاته في عملية اشبه بالثأر والانتقام ، بعيدا عن ابسط ابجديات العمل المؤسسي، وبعض العمداء وقف ضد تطور الكلية التي هو عميدها، وحارب الكفاءات فيها، ووصل الامر فيه ان استغل سلطته كعميد لإعاقة البحث العلمي لزملائه في الكلية، اضافة الى تكريس الشللية والمحاصصة والكيدية وتصفية الحسابات ومحاربة المبدعين، ونحن نرى بأن الذي يتحمل نصيب الأسد من المسؤولية في هذا التراجع هم القائمون على هذه الجامعة، ولا نبرئ انفسنا من تحمل جزء من هذه المسئولية .

وبعيدا عن أي مواربة نقول ان رئيس الجامعة لم يوفق في اختيار فريقه السابق او انه قد فرض عليه حيث كان بعض اعضائه ولا نعمم عبئ على الرئيس والجامعة ، وربما يكفينا أن نشير إلى أن بعضا ممن قاد زمام الأمور في الجامعة لم يتجاوز تحصيله الأكاديمي في الثانوية العامة عن 60%، وأن بعضهم لم يكن تقديره في البكالوريوس أكثر من مقبول وانسحب ذلك على سجله البحثي الضعيف كما يتبين من عدد الاستشهدات في بحوثه والتي تماثل استاذا جامعيا حديث التخرج وليس استاذا على ابواب التقاعد ، وأن بعضهم تلقى عقوبة الإنذار نتيجته ثبوت سرقته لأبحاث علمية، وشبهات فساد في ابحاث علمية تم التحقيق فيها والتكتم عليها حفاظا على سمعة الجامعة ، ولا نريد ان نفصل اكثر حرصا على سمعة ومكانة الجامعة.

وعندما تسلم زمام المسئولية في بعض مرافق الجامعة هذا النوع من القيادات الضعيفة ، فان بعضهم، ولا نعمم ، قد سخروا امكانيات هذه الصرح العلمي الكبير خدمة لمصالحهم الشخصية الخاصة، وبدلا من العمل على النهوض بالجامعة، وتنظيم شؤون العاملين فيها بشكل علمي، محكم ومدروس، وبدلا من حشد الطاقات والمواهب وتوفير البيئة المناسبة للكفاءات، حدث العكس تماما، فبعضهم نتيجة سوء ادارته كبد الجامعة خسائر مالية تجاوزت المليون دينار، وهذا ملف تحقق فيه الان هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، اضافة الى ملفات اخرى تحقق فيها الهيئة ، ونامل من الهيئة اعطائها صفة الاستعجال، وكشف الحقائق للراي العام ، ومحاسبة المتورطين فيها ، خصوصا اذا كانوا يمارسون التنظير في الاصلاح والوطنية والحديث عن الكفاءات ومكافحة الفساد، ناهيك عن الكتابات على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المواقع الاليكترونية بشكل اساء لسمعة الجامعة ومجالس الامناء والتعليم العالي في البلاد ، دون ان تتم محاسبتهم ، فغابت المسائلة والعدالة مما ادى الى تنمر مثل هؤلا على المؤسسة اذا لم تحقق له مصالحه غير المشروعة.

وما كان ليحصل كل هذا كله (أو بعضا منه) لولا أن وسّد الأمر إلى غير أهله، وفي ظل هذا الواقع غير السوي، انتشرت مشاعر الإحباط والغضب بين العاملين في الجامعة عندما تحولت جامعتهم التي يباهون بها الدنيا الى مادة للسخرية والتندر في وسائل الاعلام ، وانقسمت إلى شلل متنافرة وقبائل متناحرة فيما بينها حتى غاب عنها العقل والمنطق والخلق الرفيع الذي من المفترض أن يتحلى بأبسط تقاليد العمل الجامعي ، ولا نريد أن نفصل أكثر حرصا على ما تبقى من سمعة طيبة لهذه الجامعة محليا وإقليميا ودوليا ، واصبح غالبية اعضاء هيئة التدريس محبطين من الوضع المحزن الذي الت اليه جامعتهم.


ومن منطلق ما يمليه الواجب بأن نؤشر على مواقع الخلل حيثما وجد، فأني أود أن أوكد ان الجامعة مليئة بالطاقات والكفاءات ، وان الية الاختيار يجب ان تركز على معايير ترتكز على الكفاءة والجدارة بعيدا عن اعتبارات الواسطة والمحسوبية والمحاصصة، فهي اولا واخيرا مؤسسة اكاديمية وليس مجلس او مؤسسة للترضيات والاعطيات والمحاصصة وغيرها، واود ان اشير الى اهمية استثنائية لثلاث كليات في الجامعة وهي البحث العلمي والدراسات العليا وشئون الطلبة والآداب ، فعميد البحث العلمي سيتعامل مع كافة اعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا وعليه ان يمتلك الرؤية والكفاءة للقيام بالدور المنوط به، وللإنصاف فقد حققت عمادة البحث العلمي في عهد العميد السابق انجازات كبيرة نامل ان يتم البناء عليها وتطويرها ، لا نسفها واثبات عدم نجاحها كما حدث في الجامعة سابقا ، وعمادة شئون الطلبة التي يتعامل عميدها مع الجسم الطلابي بمختلف فئاته والوانه ، فهذه العمادة تحتاج الى شخصية وازنة ذات خبرة وحكمة وعقلانية وسمعة طيبة ، اما عمادة الآداب فهذه كلية الزمان والمكان والبيان والانسان، وكرسي عمادة الآداب جلس عليه ذات يوم عميد الادب العربي طه حسين ، ومن يجلس عليه ينبغي ان يتحلى بالحد الادنى من اخلاق طه حسين وتقاليد العمل الجامعي .

كما يجب ان لا تخلوا التشكيلة من العنصر النسائي فلا نريد مجلس ذكوري بامتياز .


وبالمجمل فان ما حدث في التشكيلات في الماضي في جامعه اليرموك، يجب ان لا يتكرر في المستقبل ،وما حدث من ممارسات وسلوكيات واستقواء على الجامعة والدولة في الماضي، يجب تحت كل الظروف ان لا يتكرر في قادم الايام ، فاليرموك اكبر من كل الاسماء واهم من كل الاعتبارات، وهي اسم كبير في مجال التعليم العالي في الاردن والوطن العربي والعالم ، ولابد من الحفاظ على مكانتها وسمعتها، واختيار من يليق بهذا الاسم لأشغال أي موقع فيها صغر ام كبر ، ويوم السبت القادم ليس ببعيد ، ننتظر وسنرى ،ونتفاءل خيرا ، والله الموفق .


والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد