من أين تريدون لنا أن نأتي بالإيجابية والسلبية تنخر في عظامنا ؟

mainThumb

26-09-2020 04:00 PM

نحن السارحون على جنبات المجتمع، ندري عن كل شيء و لا يدري بنا أحد. أنتم السائرون حد البلادة في منتصف الطريق لا تفعلون شيئاً سوى أنكم تحجزون أمكنتنا و تفسدون. بين الحين و الآخر تدركون أنكم لا تطيقون أنفسكم. و مع ذلك تمدون يد المساعدة لبعضكم البعض لكيلا يقال عنكم مقصرون -لا سمح الله-. الوظائف محجوزة لكم و لمحاسيبكم. أنتم لستم بحاجة للعمل و الميت ينفق على الحي.

الواجهات العشائرية هي أكبر ظلم في هذا البلد، لأنهم يعطون أفرادا بعينهم ملايين بدون وجه حق، و هم باستمرار يطلبون أكثر. ما وجه الحق في أن يأخذ شخص مساحات واسعة من الأرض بينما يحرم منها آخرون، ألسنا كلنا متساوون أمام الدستور و القانون. كلامي متأخر جدا جدا و لكن الشيء بالشيء يذكر.

كنت أتصفح الجريدة الرسمية مرة و تفاجأت بأنه في يوم من الأيام الماضية كان الاحتكار في التجارة والصناعة محمي بنصوص قانونية حماية إغلاقية من الداخل و الخارج. مزرعة.
كيف ندافع عن وطن يريدون له أن يكون مزرعة.

في أيام الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه كان هناك اجتماع لعلية القوم لمناقشة بعض الامور و اتفق الحضور بينهم أن لا يذكروا أمام الملك الحسين الواسطة و المحسوبية كشكل من أشكال الفساد لأنه و ببساطة كلهم متفقون على ممارستها.

اليوم و في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الواسطة و المحسوبية مجرَّمة بنصوص قانونية. و هذا على أقل تقدير يبث التردد في نفس كل متنفذ يريد أن يناصب القوانين العداء.

في إحدى الشركات الضخمة قرروا في الموارد البشرية و بقرار إداري أن يفتحوا ملف الشهادات (الشهادات الجامعية) و أن ينظروا اليها بشيء من التمعن و لكنهم سرعان ما أقفلوا الباب لأن الخرق كبير على الراقع. ببساطة اكتشفوا ان الذين اشتروا الشهادات لا يمكن محاسبتهم فأغلق الموضوع.

و من الممارسات البسيطة المحرجة أن الاخوان في نقابة المهندسين الاردنيين يعترفون بشهادات بعضهم البعض (من ينتمون الى الجماعة) حتى ان كان التوجيهي أدبي بينما من لا ينتمي اليهم (يُمَرْمِرُوه) على كورس فيزياء.

أخي القارئ الكريم لا تصدق قصص النزاهة و الشفافية عند أحد مِن مَن يعتبرون أنفسهم معارضة، فلو أدار الاخوان المسلمون الانتخابات لزوروها، وقد فعلوا ذات انتخابات بلدية.
يقول رئيس الوزراء أن الأزمة أثبتت فعالية الاجهزة الرقابية و أنا أقول أن هذا الرأي فطير و سابق لأوانه، علينا رؤية الأيام القادمة و التخبط الذي سيحدث لنحكم على أنفسنا. الاغلاق الشامل والاستخبارات الصحية ليست معيارا. المعيار هو التعامل مع "النمل" في الشوارع. أليس كذلك نظر أجهزتك يا دولة الرئيس لنا.
نحن نفضل أن نضع رؤوسنا في الرمال على أن ندخل تحديا حقيقياً.
معظم قراراتنا هروب من المواجهة.
إداراتنا فرصة للمحسوبيات و العلاقات العامة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد