متفرجون

mainThumb

09-11-2020 12:24 PM

 نحن مسكونون بهواجس قد تدمرنا أحيانا. أين ستقودك الجملة القادمة. عندما لا تعرف ما تريد و لا ماذا تفعل. عندما تكون دقيقا جدا في مواعيدك و مشاريعك الكبرى متأخرة. كل العواطف الجياشة لا تغير من المنطق شيئا فكن منطقيا. العواطف و المشاعر و الأحاسيس للعرض و التجارة و المنافسة في المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي ليس أكثر. التعبيرات التائهة في كل مكان، ليس لها طعم أو لون أو رائحة.

 

نحاول أن نكون متفرجين بلا غرق في اللحظة فلا نستطيع. الوطن يسكن فينا كما نحن نسكن فيه، لا يمكن أن ننفصل عن بعضنا البعض.
 
كم سألت نفسي، ماذا سأفعل؟ فأجاوب نفسي، في ماذا؟ لا أعرف من أين و لا الى أين. لا يوجد يقين في أي شيء.
 
 أحتفظ بمجموعة أقلام كثيرة لكن ما لا أعرفه هو ماذا سأكتب و ماذا ستكون الكلمة القادمة. فلنتخيل أن روايات هاري بوتر كتبت أصلا بالعربية، ماذا سيكون موقف القارئ العربي منها؟ و هل سيكون لها حضور دولي و سينمائي.
 
أكتب حاليا قصة قصيرة عن (الكنترول) الذي يجمع الأجرة في الباصات و قد تركتها في صعود الأحداث؟ ماذا سأكتب في هذه القصة القصيرة، هل سأقول أن الكنترول هو مشروع سائق فتصبح القصة لا معنى لها، أم سأقول أن الكنترول مشروع (مجرم) فتأخذ القصة طابع أدبي يتداخل فيه العادي مع التشويق.
 
الى أين نحن ذاهبون في حياتنا؟ هل تبقى حياتنا عادية أم يدخلها تصاعد جرمي في الأحداث تقودنا الى السجون. نحن نمشي في الشوارع داعين أن لا "يَتَبَلّانا" أحد. نحن لا نريد أن نوضع على المِحك.
لماذا هناك أناس وَصَلوا الى الهامش و اصبحوا يَسْتَمْرِئون الهجوم على الآخرين حتى بدون سبب وجيه. لماذا نعود لكي نمشي في دائرة مغلقة. لماذا نعاقَب عندما ندافع عن أنفسنا أمام أشخاص أَلِفُوا السجون و السجان أَلِفَهُم.
 
(الشتات) هذا هو عنواننا الدائم ما دمنا لا نستطيع العيش آمنين في وطننا. هل لامستُ تابوهاً أو محرما من المحرمات (عدم الأمن). لا يمكن أن يتكلم عن عدم الأمن إلا من اكتوى بناره، حتى في السجون أنت عرضة للإغتصاب و السرقة.
 
لماذا يوهموننا بأنا آمنين و الشخص الأول  الذي يفزعك هو من يطلب هويتك بدون مناسبة. لماذا يطلب الهوية و أنت لا تكدر السلم المجتمعي، فجأة و بدون مقدمات و بدون أن تظهر أيا من مظاهر العنف، يطلب هويتك. هل تنسم فيك مشروع مجرم؟ أم مشروع متهرب من دين؟. الإجراء الروتيني هو اجراء مزعج خاصة أن من يطلب هويتك لن ينقذك من يد مجرم و سينتظرك في المستشفى لكي يستكمل التحقيق الروتيني.
 
كلنا أصبحنا متفرجين، لا نتدخل، ذهبت منا النخوة و الحمية و اغاثة الملهوف. و لا داعي لاستدعاء السلطات لأنها مثلنا متفرجون.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد