حكايتي مع الفيسبوك

mainThumb

25-11-2020 02:02 AM

لا شك أن مخترعي أدوات التواصل الاجتماعي بكل مسمياته قد قدموا خدمات جليلية للبشرية وقربوا المسافات حتى أصبح العالم قرية واحدة  كما نقول في أدبياتنا السياسية ، وهذا أمر طبيعي لكون الحضارة الإنسانية وتقدمها هي ملك الجميع ، وأن كان يحسب لهذا البلد أو ذاك عبقرية الاختراع .
 
ولكن مؤخرا أصبحت تلك المواقع  ولا سيما الفيسبوك تضيق بحرية  الرأي الأخر المتعلقة بالصراع العربي الصهيوني وإدانة الجرائم الصهيونية  بحق أرضنا وشعبنا ، والمؤسف أكثر قبول إدارة الفيسبوك  لأي شكوى قد تكون من الدولة العميقة أو كتبتها في وطننا العربي الكبير  .
 
عندما أنشأنا صفحة خاصة بنا على الفيسبوك اعتقدنا بحسن النية أننا تخلصنا من مقص الرقيب في صحافة وطننا العربي التي تحكمه أنظمة بوليسية تخشى حتى حرية النفس  .
 
ونستطيع حتى مع من نختلف لهم سياسيا أن ننشر بحرية أرائنا هكذا اعتقدنا ولا سيما أن هذا الاختراع العظيم جاء من يسمون أنفسهم بالعالم الحر وأفكارنا السياسية معتقدين كما هو إيماننا بأن حضارتنا الإنسانية واحدة ، وأن أي اختراع يقدم إنما لخدمة البشرية جمعاء ، ولا شك أن يجني أصحاب هذا الاختراع ثمن تعبهم وجهودهم كما  حال كل الاختراعات والإبداعات الإنسانية التي حافظت على حق الحياة للبشر جميعا ، كما ساهم بعضها في اختراع ما قد يفني الحياة على هذا الكوكب ، ولكن يبقى الإنسان هو صاحب الإرادة وصانع الخير والشر معا ، وما نناضل من اجله أن ندع (1000) زهرة تتفتح كما يقول عظيم الصين ماوسي تنغ .
 
وأن لا يحكمنا مزاج هذا النظام وذاك والصراع بين الأمم والشعوب هو ذاته الصراع بين الخير والشر الحق والباطل ، بين من يريد استعمار الشعوب لنهب خيراتها وبين من يناضل لأجل حرية أوطانهم وكرامة شعوبهم التي تأتي على رأسها حرية الكلمة   .
 
وما جعلني اطرح هذا الموضوع الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك ، ما تعرضت له مؤخرا من نشر إحدى الرسوم الكاريكاتيرية وهي منقولة من صحيفة صهيونية أي إسرائيلية ترسم واقع المطبعين من الأنظمة الناطقة بالعربية وذيولها ، تلك الأنظمة التي لم تقدم شهيدا واحدا عبر تاريخ الصراع .
 
وفي الرسمة الكاريكاتيرية العدو الصهيوني هو من يحقر هؤلاء وليس أنا أو غيري .
 
وفوجئت بمنعي من الكتابة لمدة شهر وقبلها منعت مرتين واحدة بسبب إعلاني عن خطاب لسماحة السيد حسن نصر الله والثانية كوني نزلت نعي لوالدة الشهيد يحيي عياش وأخيرا منعي شهرا كاملا للرسمة إياها .
 
واسأل من وراء هذا المنع ؟ 
 
فهذا القرار الغبي  الذي يزيد الاحتقان كون النشر يشكل تنفيس عن المكبوت  .
 
ألا يكفي الدولة البوليسية التي سنت قوانين جعلتنا نعيش حالة طوارئ على مدار الساعة ، وعندما جاء عصر شبكات التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك ، قلنا العالم أصبح قرية ولن تستطيع الأنظمة الدكتاتورية في أوطاننا حجب الشمس ولكن للأسف هذه إدارة الفيسبوك تساعد تلك الأنظمة وتضيق بحرية الرأي الآخر وأصبح مجتمعها لا يضيق ذرعا إلا بحقوق شعبنا العربي الفلسطيني وما يخص الصراع العربي الصهيوني الذي سيبقى صراع وجود لا  صراع حدود ، رغم أنوف المطبعين وأسيادهم هنا وهناك .
 
ولا نامت أعين الجبناء .  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد