عندما يخلط الخل بالزيت .. د.انتصار الزيود

mainThumb

23-01-2021 02:34 PM

 أبدأ مقالتي بإشارة تحذيرية "هنا يكمن الخطر" وليس شرطاََ أن يكون خطر يعترضنا بالطريق، عندما نواجه منعطف حاد، بل الأمر أخطر من ذلك، لأن منعطف الطريق نستطيع أن نتداركه وننتبه إليه، أما منعطف الفكر والاتجاهات السلبية التي تؤدي إلى كارثة حقيقية لا يمكن تداركها، وخاصة بعد أن يشتغل عليها بعض الأفراد فترة من الزمن فتصبح ثقافة سائدة وصرعة طارئة على قيم وثوابت أي مجتمع، تضعها في خانة الخطر والانصهار أمام نار فكر غير واضح المعالم. 

كان لا بد أن أدخل بتلك المقدمة، لأن كل شيء يمر بتسارع ولا مكان للمقدمات، وهنا تكون الفرصة متاحة للبعض أن يخلط الخل بالزيت، و يخلق حالة ثقافية جديدة تشكل أزمة بحد ذاتها. 
 
 
 بعد قراءتي لخبر عن فتاة الجامعة من أحد المواقع، والذي فصل بدوره كل القضية، إلا إنه دس جملة خطيرة بين السطور، ألا وهي " للأسف نحن في بلد البيت فيه أخطر مكان على البنت" لا أعتقد أنه خانه التعبير، بل خانه فكره الذي يرى أن الإنفلات وترك الحبل على الغارب للبنت أن تفعل ما تشاء هو المفروض، بحجة أن هناك جرم حصل لفتاة، فأخينا بالله عمم الموضوع وشكل صرعة فكرية تحررية جديدة، وأراد بذلك خلق ثقافة جديدة على بلد له عاداته وقيمه وثوابته، التي ضمنت تماسك الأسرة على مدى الزمن. 
 
البيت ليس مكان خطر على أي فرد، فهو المكان الأمن الذي مهما خرج منه أهله يحنون إلى العودة إليه، سواء في الماضي أو الحاضر وحتى المستقبل، لأن فطرة الإنسان ترنو إلى الخلود في بيت تتوفر فيه كل وسائل الأمان العاطفي والنفسي والاجتماعي، فأين الخطر في ذلك؟ كانت بيوتناََ متماسكة وأمنة تملؤها الرحمة والمودة، فلماذا تريدون إفساد كل هذا وإسقاط سقوف البيوت على ساكنيها، وكل فرد يذهب في وجهة غير معلومة ليفعل ما يريد، بحجة البحث عن الأمان والابتعاد عن الخطر، مع أن الأمر بالعكس. 
 
هنا اوجه رسالة لمطلق العبارة: عد إلى صوابك، فإن الخروج من البيت هو النهاية لكل مصادر الأمن والأمان، وبداية لتفتيت كيان الأسرة والمجتمع، والتشجيع على تمرد الفرد على أسرته، وانتشار كل أشكال الفلتان والمفاسد بأنواعها، عد إلى صوابك ولا تخلط الخل بالزيت ودع القيم والثوابت دون المساس بها، فهي صمام أمان وبقاء أي مجتمع إنساني.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد