اَلإِنْتِمَاءُ لِلْمَنْطِقَةِ اَلَتِي نَنْتَمِي إِلَيْهَا اَلشَرْق أَوْسَطِيَة

mainThumb

10-02-2021 12:24 PM

لقد قسَّم الله الكرة الأرضية إلى قارات مختلفة ويوجد في كل قارة مناطق مختلفة أيضا وجعل فيها الجبال والسهول والأودية والأنهار والبحار والصحاري والمناخات المختلفة. وهناك مناطق القطبين الشمالي والجنوبي المتجمدين  تظل الشمس مرئية في وقت منتصف الليل المحلي.
 
ففي القطب الشمالي تظل الشمس مشرقة طوال ستة أشهر بين 20 مارس و23 سبتمبر.
 
وفي القطب الجنوبي، تظل الشمس فوق الأفق ما بين 23 سبتمبر و 20 مارس وتتضاءل فترة الإشراق المستمر كلما ابتعدنا عن القطبين ومناطق خط الإستواء. أي هناك دول في العالم تعيش ستة شهور ليلآ متواصلا وستة شهور نهارا متواصلا خلال السنة وهي سيبريا في شمال روسيا وشمال كل من فنلندا والسويد والنرويج وايسلندا والجرين لاند وشمال كندا أيضاً وجميع القارة القطبية الجنوبية والتي تسمى  أنتاركتيكا.
 
وذلك بسبب كروية الأرض ودوران الأرض حول نفسها وحول الشمس. ولما تقدم فعندما ذكر الله في كتابه العزيز (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الإسراء: 1)).
 
فقد صدق الله العظيم لأن منطقتنا بارك الله فيها وهي منطقة الشرق الأوسط ونعني منطقة القدس الشريف وما حوله من مناطق مختلفة ومبارك في ليلها ونهارها (لا يختلف النهار ولا الليل في وقتيهما صيفاً أو شتاءاً كثيراً فينقسم اليوم عندنا إلى إثني عشرة ساعة نهاراً مشمسا تقريباً وإثني عشرة ساعة ليلاً تقريباً على مدار العام والحمد لله. علاوة على ذلك، بارك الله في مناخ هذه المنطقة ونرى فيها الفصول الأربعة الشتاء والربيع والخريف والصيف، كما بارك الله في ما يزرع فيها من مختلف أنواع المزروعات، وقد قسم الله بتينها وزيتونها وذكر فيها فومها وعدسها وقثائها ... إلخ  وما في باطنها وجبالها من ذهب وألماس وبترول ومعادن مختلفة ... إلخ. كما بارك الله أيضاً في أهل هذه المنطقة الشرق أوسطية ديناً وخُلُقاً وكرماً وإنسانيةً.
 
فكانت منطقة الشرق أوسط مهد الأنبياء والرسالات السماوية السابقة والديانة الإسلامية. وكثرت ومازالت تزداد فيها أماكن العبادة من سسناجوجز (معابد للديانة اليهودية) وكنائس وجوامع وفق ترتيب نزول الرسالات السماوية السابقة والديانة الإسلامية. علاوة على موقعها الإستراتيجي في العالم لربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب ففيها باب المندب وقناة السويس، ومضيق البسفور ومضيق الدردنيل اللذين يربطان قارة آسيا بأوروبا.
 
فلما تقدم وهناك الكثير الكثير لكتابته عن ميِّزات هذه المنطقة، فعلى أهل المنطقة مجتمعين بغض النظر عن الدين أوالعرق أوالجنس أواللون . . . إلخ مما يفرقهم، الدفاع عن المنطقة التي ينتمون إليها جميعاً. ويعملون جميعا على إزدهارها عن طريق الحداثة في بناء الإنسان بإستمرا ر (ذكراً كان أم أنثى منذ الطفولة لأن الإنسان هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات الراقية والمؤثرة في العالم)، والإقتصاد والتنمية والتعليم والصحة ... إلخ من مقومات الحياة.
 
والعمل كذلك على تطوير إمكانات جميع البلاد التابعة لهذه المنطقة علمياً وثقافياً وتكنولوجياً وتصنيعياً وفقاً لإمكانات ولما يتوفر لدى كل دولة من عوامل نجاح لذلك (مختلف أنواع الصناعات المدنية والعسكرية والفضائية وفق الحاجة للدفاع عنها وليس للسيطرة أو الإعتداء على أي دولة أخرى) وعلاجياً ودوائياً . . . إلخ من كل مستلزمات الحياة. والتنظيم والترتيب على التكامل فيما بينها فلا داعي ليكون هناك تكرار في التصنيع مثلاً أو إنتاج بعض المنتوجات المتكرره بحيث تعمل كل دوله على الإبداع فيما يخصها مما يتوفر لها من إمكانات لتغطي إحتياجاتها وإحتياجات بقية دول المنطقة (ولتصدير الفائض لدول العالم الأخرى لمصلحة شعوب المنطقة)، ويكون هناك إتفاق وتفاهم تام فيما بينهم. ونضرب مثال على ذلك الدول الأوروبية المشتركة ودول عدم الإنحياز والدول الإسكندنافية ... إلخ من تجمعات الدول في العالم.
 
ويكون إنتماء أهل المنطقة الشرق أوسطية والقاطنين فيها لمصلحة منطقتهم قبل أي منطقة أو أمة أخرى وكما ذكرنا لا يفرقهم دين ولا مذهب ولا حزب ولا معتقد ولا مصالح خاصة. وتعطى الحرية التامة لكل شعوبها في إعتناق الدين أو المذهب الذي يقتنعون به ولكن لا يكون سبباً في التفريق فيما بينهم بأي شكل من الأشكال.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد