مهنة التعليم رسالة الانبياء

mainThumb

23-02-2021 02:23 PM

الحمد لله الذي اكرمني بانني عملت في مهنة التعليم في كافة المراحل الدراسية من المرحلة الاساسية حتى مرحلة الدكتوراة داخل الاردن وخارجه في المدارس والجامعات ما يقارب نصف قرن من الزمان،  اكتسب  خلالها خبرات غنية من زملائي وطلبتي، وتعلمت منهم الكثير بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وحتى من اطفال الصفوف الأولى تعلمت البراءة والصدق في الانفعالات الطيبة الخالية من النفاق، وتعلمت من الكبار التنوع في الفكر والفهم والنظرة إلى الحياة، لاختلاف المناطق والاماكن والبيئات التي عاشوا فيها والثقافات المتعددة التي تاثروا بها .

وكان العمل معهم رسالة انسانية قبل ان تكون مهنة، و خلال هذه المسيرة الطويلة في العمل العام من المؤكد ان اصبت واخطات، ولكنني تعلمت من الأخطاء اكثر من النجاحات. والخطأ سمة ملازمة للانسان، لقول رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ، وعملت في المدارس والجامعات، ولا خيار لي في ذلك، مع الصالح والطالح، والطيب والانتهازي، والوفي  والعاق، والمرتشي والمتصدق، والامين على رسالته والخائن لها ، وهذه سمات عامة قد تجدها في كل المواقع والازمان ، والذي يسعدني انني حظيت  بصداقات دائمة من الأوفياء في كل المواقع التي عملت فيها داخليا وخارجيا ، وبعد ان انتهت علاقتي الرسمية مع المؤسسات التي خدمت فيها ، تخلصت من أعباء المنافقين والعاقين الذين كانوا غصة في الحلق، وحملا ثقيلا على نفسي لانه كما قال المتنبي " ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى عدوا له ما من صداقته(مزاملته) بد" ، ولم ولن احمل عليهم وادعو لهم دوما بالهداية لانهم جهلة ومرضى، ولا ينامون من أعباء احقادهم على الغير، وهم قلة شاذة ومبتلاة بالحقد وأمراض المجتمع البغيضة، وخطورتهم على الطلبة شديدة  ، والحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه، بان الوجوه المستبشرة التي التقي بها او تتواصل معي عبر المنصات الرقمية دون مصلحة شخصية، تعزز ايماني الراسخ  بان مهنة التعليم بكافة مراحلها هي رسالة إنسانية سامية ، ويؤجر الانسان عليها في الدنيا من تقدير واحترام من الاخرين طلبة وزملاء واصدقاء من  المجتمع  المحلي والخارجي، وفي الاخرة بدعوات الصالحين والطيبين الأوفياء، وفي نهاية المطاف لابد من استعادة  ما انشد به المتنبي .     

 "أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا" .                          "وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد