قدسنا تستغيث،، فهل من مجيب؟

mainThumb

11-05-2021 03:08 PM

منذ عدة ايام وانا استذكر قصيدة رددناها في صغرنا وكانت تتكرر في مناهجنا،، 
بلاد العرب اوطاني،، من الشام لبغدان 
ومن نجد الى يمن،، الى مصر فتطوان 
فلا حدٌّ يباعدنا،، ولا دينٌ يفرّقنا
لسان الضاد يجمعنا،، بغسان وعدنان 
ويراودني سؤال اين نحن من هذا الآن؟ 
 
وقد فرقتنا الهوية وفرقنا الدين وفرقتنا الطوائف والعنصرية واللغة والاتجاهات الفكرية، ولن اشير ابدا الى تفرقة الحدود، لأنها الارحم بحالنا. 
هل ينام احدكم وهو يعلم ان له اخٌ في خطر؟؟ 
كيف ننام اذاً وفلسطين غارقة في همومها؟
اطفالها ليس لهم مأوى؟ يتمنون نوم ليلة هادئة تنسيهم مرارة العيش؟  
 
مشردون، يقتلون، نساؤها اسيرات، اقصاها مستباح ومحاصر بوحوش هذا الزمن من كل الاتجاهات، رجالها شهداء، وقميصها الممزق دليل على براءة الذئب، فلا ذنب للذئب ولا ذنب للغرب بل فعلها العرب، فهو ملطخٌ بدماء الخيانة والذل.
 
اين ذهبت قصائدنا واغانينا، اين الق عروبتنا وعزتها؟؟ 
 
لطالما كانت تبنى الأمم والحضارات بسواعد شبابها ولا تفسد الا بفساد شبابها، لكن هل تعلمون ان هذا الجيل لا يعلم شيء عن القضية الفلسطينية وعن المقاومة، لانهم طمسوا التاريخ وبدّلوا المناهج ليخرج لنا جيل جاهل اقصى همومه الماركات العالمية والعاب الفيديو واخر صيحات التكنولوجيا، حرب صهيونية لعينة لطمس الهوية العربية، تبدأ من سيطرة الحكومات على الشعوب وتنتهي بسيطرة الغرب على الشرق، وكل ما يحدث في الآونة الاخيرة يؤكد بأن الحرب اوشكت على نهايتها، واننا لم نعد سوى قطع شطرنج يحركونها كيفما يشاءون دون اي مقاومة منّا.
 
لا اذكر بأننا بصغرنا كنا نخشى شيء، كنا نحتفل بفلسطين وننشد لها ونهتف لاجلها بالاذاعة المدرسية ولم يكن يوقفنا احد، الآن من (يغرّد) لفلسطين يتم حجبه من مواقع التواصل الاجتماعي، وحقيقة لست الومهم على هذا الفعل ما دمنا نود ان نحرّر (اقصانا) بتعليق او منشور او (هاشتاج) فنحن نستحق الحجب، نحن لنا الكلام وهم لهم الفعل كالعادة، يستطيعون تكميم افواهنا دون بذل اي جهد. 
 
نعم فهم اطلقوا هذه المنصات والمواقع لنا لننشغل نحن بها ويكملون هم مسيرتهم وتطورهم. 
 
يكفي ارجوكم فالقدس ليست مسحورة لنتلوا عليها آيات الله فتشفى، وليست قطعة اثاث سنبيعها او نستبدلها وننساها، قدسنا تحتضر قدسنا تسلب وتنتهك فهل تسمعون نداءاتها؟ القدس تنبعث منها رائحة الموت ولا حول ولا قوة لها الا الصبر، القدس تقول لا وجود لي الا بكم، ولا مجد لي الا بكم، وكيف اكون الا بكم، لكن اليد لا تجيد وحدها التصفيق والويل للوحيد.. كيف لا وقد قال تعالى في كتابه الحكيم " سنشد عضدك بأخيك".
 
هل من مجيب ليقول لها انت هدوء بالنا ومصدر عزتنا وولائنا ولن يبعدنا عنك ظلم او قهر ولو أن ذلك الزمان ضاق سنقتسم معك على الصفاء خبزنا..
 
 آن الأوان لصوتنا ان يخرج نصرةً للحق، "فاذا عرفت الحق لا تخفيه ولا تسكت عنه ولا تحيد"، فإنما ضاعت الحقوق بالصمت والتخاذل، والوطن هو الأقوى والأقدر والأبقى، ولا وطن بدون شعب، والشعب هو المعلم والقائد وصاحب السلطة، نعم فنحن امة حيةً فيها الكثير من الطاقات مما يجعلنا في طليعة الأمم اذا ما توفرت لها الظروف المواتية وأختط لها الطريق القويم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد