شبابنا والارجيلة

mainThumb

12-05-2021 03:17 PM

النرجيلة او الارجيلة  تبعا الى مسمياتها المتعددة هي أداة يدخَّن بها التبغ وما شابه من مواد تصلح للتدخين حيث كانت قاعدتها في الأصل من جوز الهند، ثم اتخذت اشكالا اخرى من الزجاج ونحوه مع تطورها وتطور اجيالها المقبلين على تدخينها  .
    عرفت المجتماعات الارجيلة منذ القدم حيث كانت في بلاد متعددة كمصر التي عرفتها "بالشيشة "و ميزتها باشكال وانواع متعددة  وكانت  ايضا من  ضمن الاطار الاجتماعي الذي شاهده الناس في المسلسلات السورية  ونحوها الذين يطلقون عليها اسم "النرجيلة" وكان تاريخها في الاردن  مميزا يرجع للقدم حيث انتشرت العديد من الصور التراثية في الحقب القديمة التي كانت تؤكد وجود الارجيلة و كانت تدعى  ان ذاك "الجوزة" وهي شكلا من اشكال الارجيلة لكن بطريقة اعداد مختلفة .
وبعدها خضعت الارجيلة الى  اشكال تطويرية وتحسينية عدة تضمنت الاختلاف بالنكهات وطريقة التقديم والادوات الا انها كانت تقتصر فقط على اشخاص محددين الذين  اعتادوا عليها  كما كان يقتصر تقديمها في المقاهي التي يرتدونها الرجال فقط ومع تطور العالم والانفتاح الذي شهدناه مؤخرا  الذي تبعه تغير في العديد من المفاهيم المجتمعية انتشرت المقاهي الحديثة "الكافيهات" في كل مكان ولكلا الجنسين فيما شهدت الارجيلة اقبالا غير اعتيادي من قبل الجميع الى ان تحولت الى مطلب اساسي للجلوس وغرضا اساسيا في الزيارة ونوعا من انواع الرقي الاجتماعي ولربما تطور وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة مشاركة الناس سلوكياتهم عبرها ساهم في ترسيخ واضح لبعض العادات التي يرتادونها دون ادنى انظر عن فائدتها او اضرارها .
في حين أظهرت دراسةٌ مبنيّة على الأدلّة أنّ تدخين النّرجيلة لمدّة 20 دقيقة يُعادل 25 سيجارة، و45 دقيقة تُعادل حوالى 60 سيجارة ، و80 دقيقة تُعادل 100 سيجارة  اضافة الى ما تلحقه من اضرار اخرى على البيئة بدخانها الكثيف وعلى الاشخاص المحيطين بالشخص المأرجل من تدخين قصري يلحق الضرر بهم ايضا اضافة الى شيوعها بين فئات عمرية صغيرة ادلت بهم الى الضرر مبكرا . 
تطورت الاراجيل مع زيادة الاقبال عليها فعند دراسة مراحلها منذ السابق الى الان نرى انها بصدد التطور بشكل مستمر للحصول على اقبال اكثر ولخدمة المدخنين والعمل على راحتهم بشكل اكبر فنجد منها ما هو زجاجي بالكامل وما هو بألوان مضيئة وحقيبة خاصة وادوات تتنقل مع الشخص اينما كان ولو كنت انت من غير مدخينها ستجد من يزورك مصطحبا اياها للترفيه عن نفسه كما يظن وان لم يكن من مصطحبيها سنجده متذمرا من الوجود في منزلك لساعات عده بدونها ولم تقتصرفقط على المنازل والمقاهي انما اصبحت في الحدائق العامة التي يرتدونها الناس ك نوع من انواع الاستجمام والترفيه بالهواء النقي الذي اصبح يختلط بدخان الارجيلة.
ومع كل الاستحداثات التي ذكرناه سابقا اصبحت الاراجيل مهنة مسقلة مجيدة ماليا ليست فقط لاصحاب المحال التجارية منها انما وفي مطلع العام السابق تم استحداث مشساريع شبابية تسهل عليك خدمة تدخينها بتوصيل الارجيلة لك اينما كنت مع جميع مسلتزماتها لايجارها ساعة للتدخين ومن ثم ارجاعها تحت عنوان "ارجيلة دليفري".
اما عن الارجيلة كنوع من انواع " البرستيج" الاجتماعي فنجد انها اكتسحت وجود التجمعات والمناسبات على اختلافتها يغزو تدخينها مواقع التواصل الاجتماعي ك نوع من انواع الافتخار والرقي والانفتاح على التطور الحضاري للجماعات .
واليوم نجد اننا بصدد تخوف كبير مما يحيطنا من مخاطر لم ندرك اثارها بعد ليست فقط على انفسنا انما على اطفالنا ومرضانا وبيئتنا التي نهدم بهم بلا اي وعي يذكر فعندما يقبل الناس بشراهاة على عادة او سلوك نرى اننا جميعا نتبعه دون ادنى انواع التفكير بمخاطره ولربما لو بقيت تلك العادة محصورة على اشخاص معينين لكنا استنكرنا متطلب وجودها اليوم بيينا ولكننا وان لم نيسطر على ما نحن مقبلون عليه من توسع اقبالنا على ذلك الخطر فصيصعب علينا العودة منه او اصلاحه .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد