في ذكرى الاستقلال

mainThumb

01-06-2021 03:41 PM

الاستقلال ليس يوماً عادياً في حياة الأمم والشعوب بل كان ثمنه غالياً من الشهداء والجرحى التي قدمت وستقدم طالما أن هناك علماً غير علم الوطن يرفرف في سماءه وإرادة غير إرادة شعبه وهذا نجده في كل دول العالم التي تحتفل في ذكرى استقلالها بما في ذلك الدولة الأقوى عالمياً الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتفل في استقلالها عن بريطانيا العظمى سابقاً والتابعة لأمريكا لاحقاً عندما توفرت الإرادة الحقيقية للشعب الأمريكي الذي لم يكتفي بالاستقلال بل أصبحت دولته هي من يحمي حتى بريطانيا وغيرها في عصر الحرب الباردة . 
 
ووطننا العزيز الأردن ليس استثناء من العالم فهو يحتفل بعيد الاستقلال وكذلك بمؤئية الدولة ونحن نتمنى ككل الوطنيين الأحرار أن يكون وطننا في طليعة الأمم والشعوب المتحررة ولكن هناك فرق بين ما نتمنى بل ونصلي من أجله وبين الحقائق على الأرض ولا سيما بعد إبرام المعاهدة مع أمريكا كما يسمونها والتي هي أسوأ من المعاهدة التي فرضتها بريطانيا على الأردن في عصر الاستعمار الكونيالي  المباشر وأسقطتها حكومة الزعيم الوطني الناصري سليمان النابلسي رحمه الله كما هي أسوأ من جريمة وادي عربة مع الكيان الصهيوني والقاسم المشترك  بأنه لا علاقة للشعب بتلك المعاهدات . 
 
ولعل المعاهدة الأخيرة مع أمريكا أسوأ أنواع الاستعمار كانت هدية حكومات التبعية وبرلمان الغفلة للشعب الأردني وهو على أبواب الذكرى الثالثة والسبعون للاستقلال الذي صدعوا رؤوسنا به ومصيبتنا الكبرى في بعض المحسوبين على الثقافة وهم لا يبحثوا ولا يهمهم إلا مصالحهم الطبقية الضيقة التي تأتي على حساب الوطن . 
 
بعض هؤلاء كتبوا المقالات ونظروا عن الاستقلال والتغني في أمجاد من صنع خيالهم وبدافع من مصالحهم ، بعض هؤلاء سمعت منهم من تحدث بخلاف ما كتب أي يكتبون شيء هم أنفسهم لا يؤمنون به ، الاستقلال لأي أمة أو شعب هو أمانة تتوارثها الأجيال من جيل لجيل حتى يتحقق ويتم المحافظة على هذا الاستقلال وكي لا يكون اسماً بلا مضمون ومجرد مناسبة ليتنفع منها بعض من لا يحافظون على قدسية الكلمة وأمانتها وهؤلاء أكثر خطراً من الاستعمار نفسه .
 
وبعد ما أبلغ وأعظم الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر حين قال بصريح العبارة " الاستقلال ليس قطعة من القماش تسمى علماً ولا نشيد من التراث يسمى وطني ، ولكن الاستقلال إرادة وما تعنيه الإرادة بكل معنى الكلمة " (فهل نحن كذلك) ولا نامت أعين الجبناء وكل عام ووطننا وأمتنا بألف خير.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد