لكل صورة حكاية ورواية

mainThumb

20-08-2021 03:34 PM

في سبعينيات القرن الماضي ومع بداية الثورة النفطية، بدات دول الخليج باستقطاب الكفاءات الاردنية والعربية في مجالات عديدة وابرزها التعليم . 

 وكان لنا نصيب في هذه الرحلة بين عامي 1975 و 1980 .وهي حكاية طويلة بدات بالسفر الى بيروت ودمشق للبحث عن بعثات تعليمية تتعاقد مع المدرسين ،لان وزارة التربية والتعليم الاردنية كانت  لاتسمح لبعض التخصصات التي كانت في تلك الفترة تسمى بالنادرة بالخروج الا على سبيل الاعارة ،وكانت التربية الرياضية  من التخصصات النادرة لحملة الدرجة الجامعية الاولى  في تلك الحقبة الزمنية ،وفي النهاية كان لنا ان تكون  الدوحة وجهتنا الخليجية بعد رحلات مكوكية الى دمشق وبيروت ،وتجمعنا في الدوحة في سكنات خاصة بالمعلمين للعزاب ،وكانت تسمى كوارتر وهي عبارة عن غرفة لكل مدرس واما المطبخ والخدمات الصحية  فهي جماعية مع غرفة استقبال واسعة .وكانت في الاغلب تحول إلى جلسات ارضية لاستقبال الضيوف ولعب الورق (الشدة) الطرنيب والهند وغيرها، والتي لم  اكن ضليعا فيها ولكنني كنت متفرجا جيدا،  وكانت الوسيلة المثلى لقضاء وقت الفراغ في ظروف كهذه ،وترافقنا انا والصديق الصدوق الوفي  في الدوحةاطال الله في  عمره بالصحة العافية إمتدادا لايام الدراسة من الاسكندرية الى العمل سويا فيما بعد في الدوحة  وفي جامعة اليرموك لمدة  تزيد عن نصف قرن الدكتور هاني الربضي ،وانضممنا الى  زملاء  المهنة واصدقاء  اعزاء من خيرة الخيرة  منهم نعيم العصيري والمرحوم نافز  الرمال وجابر عبد ربه  ومحمود ابو العينين والتحق بهم موخرا  عادل صالح الحكم الدولي المعروف بعد رحلة عمل في الامارات  وغيرهم من الذين لا تسعفني الذاكرة لحصرهم ،

وكان البرنامج اليومي في الدوحة بالنسبة لنا  يبدا بالعمل  في المدارس صباحا والعودة الى الكوارتر بعد انتهاء اليوم المدرسي  ، والذي كان بجوار ستاد الدوحة القديم  والمعهد الديني، وتبدا رحلة اعداد الغداء بعد شراء الاغراض من سوق واقف او  الشبرة (سوق الخضار والاسماك ) بالقرب من الكورنيش  مرورا بدوار الساعة الذي كنا نسميه دوار ابو رحمة نسبة الى صاحب البقالة على الدوار ،وهو من اصل فلسطيني وكانت الميرمية تباع عنده حصريا  ،وقبل الدخول عبر بوابة الكوارترات  (السكنات الجماعية) لا بد من ان نعرج الى بقالة وفرن حسن عبد المجيد في الواجهة المقابلة للبوابة للتزود بالخبز والمعلبات وغيرها  من مستلزمات ضيوف المساء ،حيث تبدا حلقات لعب الورق وكان هناك زبائن دائمين وعلى راسهم المرحومين ابو زهير  والذي كان مديرا في البنك العربي وابو كمال  (ابو الرائد )زميلنا في التربية والتعليم وتبدا المعارك بعد العشاء وتتطاير اوراق الشدة اعلى المروحة المعلقة في  السقف عندما  لا يوفق استاذ الفيزياء محمود ابو سمحة في (سحب القص والتضمين ) والويل والثبور اذا غضب جابر ،وقصص وروايات ممتعة تحتاج الى حلقات ،واما المرحوم ابو حمزة فكان يحترف طاولة الزهر بمهارات استاذ الرياضيات ،وينافسه في المهارة الدكتور هاني الربضي  ،وكان المرحوم ابو حمزة لا يقوى على النوم  مهزوما ،واحيانا يوقظ ابو يزن الدكتور هاني في ساعات متاخرة من الليل( ليستد غلب المساء )،وتمضي ايام الدوحة الممتعة في رحلات جماعية   في شتاء الخليج الدافىء الى الرويس والخور في الشمال مرورا بام اصلال محمد وغيرها من البلدات الجميلة واحيانا الى دخان وام باب  ،والتي حفرت في الذاكرة ذكريات لا تنسى مع الزملاء المدرسين القطريين والعرب ،ولا زال تشكل في اذهانا محطة تاريخية في حياتنا ،الى ان  تفرق  القوم كل في طريقة فمنهم لا زال يعيش في الدوحة   مع اولاده واحفاده، ومنهم من عاد  الى وطنه ،وندعو بالرحمة والمغفرة لمن غادرونا للدار الاخرة ،وامد الله في عمر من هم على قيد الحياة  ومتعهم بالصحة والعافية ،ولنا لقاء اخر في الدوحة الجميلة باذنه تعالى



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد