القابضون على الجمر

mainThumb

17-04-2022 03:28 PM

 الحال العام للدولة أصبح معلوما لدى الجميع،و مشاكلنا واحدة وعنوانها لم يتغير منذ امد بعيد، فالمشكلة الاقتصادية جاثمة امام اعين الجميع وتتفاقم الازمة يوم تلو الاخر دون بصيص من الأمل، والتحديات السياسية تتعاظم مع من حولنا وبالاخص  مع الكيان الصهيوني ايضا لم تتغير بل تتطور للاسوء فنحن نعرف ما يكيده الغير  وما يضمره  العدو للاردن ونظامه السياسي لمواقفه حيال القضية الفلسطينية ، وجميع الناس يدرك هذه التحديات ويعيشها بكل تفاصيلها فالوضع السياسي والاقتصادي أصبح الاردنيون خير من يتكلم فيه ويعلم مدى خطورته .
 
اذا فالتحديات جسام والمد مستمر، لكن ما يهمنا الان ما هو المخرج الحقيقي من هذا الجُبَّ ؟ وما هو المطلوب لكي نتجاوز هذه المرحلة بكل جزئياتها الخطيرة ؟ ونحن ننظر لحكومات لا يتعدى دورها  تدوير المناصب وتوزيع المنافع وهي تقف على حافة الهواية خالية اليدين ، وأيضا كل الحكومات مسؤولة عن تردي الأوضاع الاقتصادية وما وصل اليه الشأن  العام من تراجع امام مديونية تتفاقم وجيش من البطالة، ورقعة الفقر تتسع ، وانعكساتها على الاردنين (القاضمون  على الجمر ) لما اثقل كاهلم بفعل سياسات تجبرية لا تملك مخرجا سوى جيب المواطن ومزيدا من الضرائب ،و نتيجة لما تعانيه من إفلاس حقيقي، وقد اصبحت تراهن معظمها على كسب الوقت والهروب للامام .
 
واعتقد ان كل هذا مقدمات  لتهيئة الشارع لما نخشاه  ولما هو اسوء، اتمنى ان نكون واقعين في تشخيصنا لوضعنا  لان ما يغطى اليوم بالتضلليل، سيأتي يوم لتتكشف الحقائق، وما هو نافع الان البحث عن حلول سريعة مدروسة لتفادي الأسوء، وأشراك الكفاءات الاردنية المتوفرة والتوجه لحزمة إجراءات ناجعة قبل ان يفوت الوقت ، وهذا ما يجب ان نتكلم فيه كطبقة سياسية ونخب اقتصادية ، وعدم اقصاء احد  عن اتخاذ القرار الصائب لحين تاخذ الحياة السياسية الجديدة وقتها لافراز  مجالس نيابية وحكومات حزبية  تمتلك رؤى واستراتيجيات  كفيلة بتغير الواقع بحسب طموح المواطن  واماله واحلامه ، افضل بكثير من جلد الذات .
 
فالاردن كنز مكنون بحد ذاته ويحتاج لمن يتحمل امانة المسؤولية لاستغلال ثرواته  وطاقاته المادية والطبيعية والبشرية و اطلاق حوار وطني شامل ؟ في زمان الاستضعاف وفي كل مكان لا تمكين للشرفاء واصحاب الكلمة والعلم والمعرفة فيه، يقف المواطن  المخلص مذهولا مهموما على وطنه ، حزينا على انكساره  حانقا على أعدائه ، صابرا  بكفه وقلبه، فالمواطن اصبح  غريبا  وقد بدأ ذلك بكل تفاصيل الحياة  فطوبى للغرباء.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد