القُرب والبُعد في الأنساب

mainThumb

05-04-2015 10:17 PM

الْحمد للهِ رَبِّ العالمين وَ الصّلاةُ وَآلسَّلامُ على رَسول الله وعلى آلهِ وصَحبهِ أجْمَعين وَبَعْدُ :

لهذا العلم الشريف ألفاظ يطلقها أهل العلم يُقصد بها ( القُرب أو البُعد ) في النسب ، وهذا العلم الجليل له ( قواعد وضوابط ) كباقي علوم الآلة ، يعلمها من دَّرسَ هذا العلم الشريف وأطلع على مناهج أهل الحديث والنسب ..

ومن ألفاظهم في ( القُرب في النسب ) قولهم :

•    لحاً : فلان ابن عمي لحاً ، أي لاصق النسب ، قال المفضل بن سلمة في ( الفاخر ) ( 1/32 )  : ( قولهم هو ابنُ عَمِّه لَحَّاً : أي ملتصق به، وهو مأخوذ من قولهم: لححِت عينه أي التصقت، ونَصبه على التفسير ، وقال الأصمعي: معنى قولهم ابن عمه لحّاً أي خالصاً. وقال غيره: الفائدة من قولهم لحّاً أنه يقال ابن عمي على التقريب. ونَصْبُه عند حُذّاق النحويين على الحال كأنه قال ملاصقاً. والدليل على أنه منصوب على الحال، حكاية أهل اللغة هما ابنا عمٍ ... ).

•    الواشجة وجمعها وشائج : الرحم المشتبكة المتصلة قال الشاعر كما في ( اللسان ) (2/295) :

تمت بأرحام إليك وشيجة        ولا قرب بالأرحام ما لم تقرب

•    ( ابن عم دنيا ) : وهو ابن عم لحاً و ( الأدنون ) اقرب العشيرة نسباً ، وقد استعملها ابن الأثير في ( أسد الغاب ) (3/389 ) قال : ( عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط ، فليس بابن ( عم له دنيا ) وإنما هما بطن واحد من ثقيف ، يجتمعان في مالك بن حطيط ، يجتمعان في الأب الثامن ، فلو لم يريدا ابن عم دنيا لم يكن لتخصيصه بالذكر فائدة ) .

•    قعيد النسب : قريب الآباء من الجد الأول ـ قال الأزهري في ( التهذيب ) (1/52) : (ويقال رجل قعيد النسب ذو قُعدُد، إذا كان قليل الآباء إلى الجد الأكبر ، وفلان اقعد بني فلان ، إذا كان أقربهم إلى الجد الأكبر ).


•    آلة فلان : أي أهله دنيا ، قال الله تعالى : (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ) ( البقرة ـ 50 ) وقال : (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ( آل عمران ـ 33 ).

وأما ألفاظهم في ( البُعد في النسب ) قولهم :

•    الكرشاء : وهي الرحم البعيدة ، قال الزبيدي في ( التاج ) (1/4339) : ( الكرشاء من الرحم : البعيدة )  وهذه تُطلق أيضا على أبناء القبيلة الواحدة والمُنتجة للبطون ، ومثاله : فلان من كرشاء قريش ( ! ) فقريش فيها بطون عدة ، فهو من كرشاء قُريش بالعموم ، ولكنه بعيداً في النسب من ناحية ( القرب ) من ذاك البطن القرشي الآخر ، وهي تُستعمل في ألفاظ القُرب والبُعد ، فقد قال النبي  : ( الأنصار عيبتي وكرشي ) .

•    القصا : وهو النسب البعيد ، قال الزُبيدي في ( التاج ) (1/8556): ( القصا : النسب البعيد ، وأنشد أبو علي القالي :
بلا نسب قصا منهم بعيد        ولا خلق يذم به ذمارى


•    الكلالة : وهي أيضا تستخدم في ألفاظ القُرب والبُعد ، والكلالة : القرابة البعيدة ، قال الرب سبحانه : (   يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ ) (النساء ـ176) وقد فسَّرها نسابة وقته وخليفة نبيه  الصٍّديق أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ قال : ( إن الكلالة ما خلا الوالد والولد ).. والمقصود به ما يَرِثُ من ( الأطراف ) لا الأصل والفرع .

•    فلان قد طَرفَ : أي صار طريفا إذا كان بعيد الآباء عن الجد الأول ، نقل ابن منظور في ( اللسان ) (1/453) عن ابن سيده : ( رجل طرف وطريف كثير الآباء إلى الجد الأكبر ليس بذي قعدد ).

وألفاظ البُعد هذه في النسب لا يُقصد بها النفي ( ! )  ـ أنتبه ـ وإنما هو في حوض البُعد والقُرب في النسب الواحد .

وهذه الألفاظ أغلبها يستعملُها أهل الحديث والنسب ، وهناك ألفاظ أخرى ولكنها ليست بمشهورة . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد