سباق النذالة العالمي

mainThumb

23-02-2018 09:56 PM

في السياسة الدولية الحديثة، لا شيء يعلو فوق المصلحة العليا للدولة، وهي المصالح الاقتصادية التي يلهث خلفها النظام الرأسمالي، ويعتبرها القيمة الأولى عنده والتي تتلاشى كل القيم أمامها، فهي تشن الحروب، وتغزو البلاد، وتدمر كل شيء أمامها، دون أي اعتبار للقيم الانسانية والأخلاقية، فقيمهم وأخلاقهم تدور مع مصلحتهم.
 
والدول الكبرى المسيطرة، تغزو الشعوب المستضعفة التي ليس لها دول تدافع عنها وعن مقدراتها، وكل دولة من الدول الكبرى لا تريد أن يشاركها أحد في فريستها التي حصلت عليها، وأيضا عينها على فريسة الدولة الأخرى، وهذا هو سبب الصراع في العالم وخاصة في بلادنا العربية، وبلغت النذالة في الفريقين المتصارعين أنهم، يتبارون في احراج بعضهما البعض، أمام المجتمع الدولي ومؤسساته الضعيفة! فالقصف واستهداف المدنيين الذي يحدث في فلسطين والعراق واليمن وليبيا وسوريا، كلها تصب في هذا الاتجاه، وهو ايهما يستطيع الثبات في موقفه، وعدم التزحزح، مهما أحرجه الطرف الآخر من تدمير وقتل وتشريد في حلفائه!! فهو ببساطة بلغ من النذالة أنه لا يعتبر هؤلاء المدمرين والمقتولين والمشريد من شعبه، بل من شعوب متأخرة لا تستحق الحياة وتدمير بلادهم ونهب مقدراتهم، لا تعتبر جريمة، لأن هذا الفعل يصيب المنافس الاستعماري فقط.
 
سباق النذالة هذا بين المعسكرين المسيطرين على العالم على أشده، وتكاد تحار في تقديم أحدهما على الآخر، فأميركا وحلفاؤها لم يقصروا في تأجيج الصراع في البلاد العربية، ومليشاتهم أثخنت الشعب العربي في فلسطين والعراق ليبيا وسوريا واليمن، وكذلك فعلت أوروبا مجتمعة، فهي غذت الصراعات وصنعت التطرف والقتل من أجل أن تحافظ على مستعمراتها التاريخية من سيطرة أميركا، وصنعت مليشاتها بالشعوب العربية ما صنعته مليشيات أميركا بل أفظع!!
 
إن لم نستطع أن نحكم في سباق النذالة هذا لأي طرف من الأطراف الدولية لتساوي إجرامهم وفرط نذالتهم التي تبلغ ذروتها عند رؤيتهم الأطفال والنساء والشيوخ يخرجون من تحت الأنقاض ولا يحرك هذا عندهم أي انسانية، فان الفائز بالسباق وبجدارة، والأكثر نذالة هي الأنظمة العربية التي تباشر تغذية الصراع وتساهم في قتل المدنيين، بدعمها المليشيات التي تتبع أسيادها المستعمرين، لأن القتل والتشريد يقع في شعوب من المفترض أن تدافع هي عنها، فأشنع النذالة أن يأتي الأذى من القريب الذي من واجبه حماية الشعوب الضعيفة.
                                                                        


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد