الجرائم الصهيونية التي لا يراها أحد

mainThumb

02-05-2018 08:20 AM

رحم الله شاعر العرب الكبير نزار قباني الذي كتب مقالات رائعة مطلع ثمانيات القرن الماضي ، جمعها بكتاب جميل اسمه " والكلمات تعرف الغضب " من الحجم الصغير وهو من جزأين حيث قال في إحدى تلك المقالات عن أمريكا إذا كانت الحكمة العربية القديمة تقول لن يضيع حق وخلفه من يطالب به ، فإن الواقع والعصر الحديث يقول لن يوجد حق وخلفه أمريكا التي وجدت لتغتال الشرائع والقوانين بأسلحتها الثلاث الفتاكة البنتاغون حيث القوة الأمريكية الخشنة وهوليود حيث صناعة النجوم والقوة الناعمة والـ(CIA) حيث حروب الظلام القذرة التي تديرها وتجعل الحق باطل والباطل حق ، ويحتاج الإصلاح لنضال الجادين والمخلصين الذي أصبح يصعب وجودهم في هذا العصر الأسود . 
 
بالأمس وصلت الأيدي الصهيونية القذرة لاتحاد ماليزيا لتغتال القيادي الفلسطيني فادي البطش وقبلها وصلت لدمشق حتى قبل الإرهاب واغتالت الشهيد البطل عماد مغنية ، ناهيك عن وصول اليد الصهيونية لتونس قبل ثلاثين عاما حيث اغتالت الشهيد البطل خليل الوزير أبو جهاد رحمه الله واليوم اغتيال الشهيد فادي البطش في ماليزيا والذي جاء مع اعتراف صهيوني وقح في وسائل الإعلام قادرون على ضرب المقاومة التي يسمونها إرهاب أينما كانت ووجدت ولكن إرهابهم لن يخيف أبطالنا وصراعنا معهم لن ينتهي إلا بزوال هذا الكيان الغاصب . 
 
هذه الاغتيالات والعربدة الصهيونية ما كان لها أن تكون لولا الدعم الأمريكي المطلق والذي تجاوز كل ما كنا نقول عنه ممكن ويذهب بنا الخيال ولا غرابة في ذلك لدرجة اللامعقول ، ألم يطرح بعض الإعراب بأن الكيان الصهيوني لم يعد عدواً وأن عدوهم الجديد أصبحت صديقة الأمس لهم إيران ، إن أمريكا ومنذ إنشاء الكيان الصهيوني تعهدت أن تبقيه القوة الأعظم في المنطقة والغريب إن هذا الكيان نفسه صفع الإعراب ممن يقدموا له أوراق اعتمادهم كبوابة لهم لواشنطن حيث صرّح على المكشوف بأنه لن يقاتل لأجل مصالحهم في إيران حيث قال الإعلام الصهيوني إن عدائه للقيادة الإيرانية وليس للشعب الإيراني فماذا لو أن إيران تركت الأيدلوجية جانباً وتعاملت مع أمريكا على القواسم المشتركة والمصالح فمن استفاد من غزو أمريكا للعراق الذي دعمه وموّله العرب أليس إيران لأن أمريكا لا تنظر إلا لمن له الوجود الفعلي على الساحة والوزن السياسي المؤثر وأين سيكون مصير دويلات كازيات النفط لو حدث هذا التقارب لذلك احذروا أيها العرب وأعلموا أن إيران ليست عدّوكم وعدوّكم الكيان الصهيوني ومن وراءه ، وفي السياسة ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم ولكن هناك مصالح دائمة فهل يصحوا أهل الكهف من سباتهم الطويل ولا عزاء للصامتين .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد