المقومات البيئية كأساس للسياحة 1/3

mainThumb

15-06-2009 12:00 AM

تتعدّد المقومات البيئية التي لها علاقة بالسياحة وتتنوع بشكل يتناسب مع تعدد مكونات البيئة نفسها من جماد (جميع العناصر الطبيعية) ، ونبات وحيوان وإنسان (جميع العناصر البيولوجية والاجتماعية) ، وتحت هذا العنوان سيتم استعراض هذه المقومات بإيجاز وذلك بتصنيفها إلى ثلاثة أقسام كبرى هي:

مقومات البيئة الطبيعية:

تعتبر الطبيعة الوعاء الذي تتم فيه جميع التفاعلات والأنشطة والمؤثرات المتبادلة بين الإنسان والمحيط المجاور له ، وتُشكل مكونات الطبيعة عناصر أساسية للسياحة البيئية (الطبيعية أو الجمالية) وتتمثل هذه المقومات بما يلي:

- الموقع الجغرافي للدولة (القاري والفلكي): فموقع الدولة في قارات العالم يعطيه مقومات طبيعية كطبيعة القارة التي ينتمي إليها ، فالدولة الأوروبية تملك مقومات طبيعية سياحية تختلف عن الدولة التي تقع في قارتي إفريقيا واسيا مثلاً، كما أن موقع الدولة من خطوط العرض الرئيسية (الاستواء والمدارين والدوائر القطبية) تعطيه خصائص مناخية لا شك أنها تشكل مقومات طبيعية هامة إذا تم استثمارها جيداً ، فالدول التي تقع في العروض الباردة يتحرك إليها السياح من العروض الحارة والعكس صحيح ، حيث نشاهد العديد من السياح الأوروبيين (عروض باردة) يأتون إلى مناطق الوطن العربي حيث ينتشر الدفء وتتسع الصحاري وخاصة في فصلي الشتاء والربيع والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.

- مقومات مستمدة من البنية والبناء للأرض (الجيولوجيا) أو التركيب الصخري، وتتمثل بأنواع الصخور وطبقات الأرض والمكاشف الصخرية التي بدأت تستهوي العديد من السياح والمغامرين وهواة استكشاف جماليات الطبيعة.

- مقومات مستمدة من أشكال سطح الأرض (الجيومورفولوجيا) من جبال وسهول وأودية وانهار وصحاري وبوادي، واثر عوامل التعرية الهوائية والمائية عليها، وما تُخلّفه هذه العوامل من أشكال طبيعية (خوانق وأخاديد، تجمعات رملية، مساقط ومكاشف صخرية، ... الخ) بدأت تشكّل عوامل إثارة للسائح الذي يبحث عن المتعة الطبيعية ، كما يُشاه?Zد في العديد من مناطق السياحة الطبيعية في الأردن (في البادية الأردنية بشكل عام وفي وادي رم بشكل خاص) ، وفي العديد من الأودية التي تقطع الهضبة الأردنية باخاديد متجهة نحو الغور الاردني (حيث توجد اخفض بقاع العالم).

- مقومات مستمدة من عناصر المناخ: وتتعدد هذه العناصر من حرارة وأمطار ورياح ورطوبة وضغط جوي وتبخر وسطوع شمسي، وهذه العناصر تعمل مجتمعة لتشكل مجموعة من المقومات الطبيعية الجاذبة للسياحة ، ومن هنا ظهرت سياحة المصائف وسياحة المشاتي، بحثاً عن البرودة أو الدفء على التوالي.

- مقومات مستمدة من المياه وأشكالها: وتتعدد أشكالها من محيطات وبحار وبحيرات وانهار وخزانات وسدود وبرك طبيعية أو اصطناعية ومياه جوفية (متجددة أو غير متجددة أحفورية) ، والماء هو أساس الحياة وأساس كل الأنشطة البشرية وفي مقدمتها السياحة ، فهناك السياحة الشاطئية والسياحة النهرية والسياحة العلاجية في المياه المعدنية ، ففي الأردن تشهد مدينة العقبة كما يشهد ساحل البحر الميت اكبر تجمع للاستثمار السياحي، والشواطئ البحرية كذلك.

هذه المقومات الطبيعية الخمسة التي تم ذكرها سابقاً تعتبر مقومات أساسية جاذبة في السياحة الطبيعية (البيئية أو الجمالية) ، وقد بدأت الدول تستفيد من هذه المقومات، ومن هنا يتضح بان السياحة البيئية تعتمد في المقام الأول على الطبيعة بمناظرها الخلابة والمثيرة ، والأردن يشكل دولة انموذجياً للسياحة الطبيعية نظراً لموقعة الجغرافي المتوسط ( قريباً من قلب العالم) واعتدال عناصر مناخه ، وتنوع وتعدد معالم سطحه وجيولوجيته ونباته ، علاوة على تعدد آثاره ، فمكونات الأردن الطبيعية وما خلفته الأنظمة الأنظمة السياسية التي تعاقبت على حُكمه من آثار تجعل منه نقطة جذب سياحي بين دول العالم ، وإذا كان الأردن كذلك فإن محافظة عجلون تُشكل في مُجملها أكثر المناطق الطبيعية جذباً للسائح ، فهل نتدبّر هذا الوضع بإقامة بنية تحتية سياحية تخدم السياحتين الداخلية والخارجية ؟؟!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد