المطلوب استقالة مدير الأمن العام

مقالات السوسنة

المطلوب استقالة مدير الأمن العام

05-09-2009 12:00 AM

ياسر العجوري
لقد صدمت كما ملايين الاردنييين لهول ما رأيت في الشريط الذي تم تداوله عبر الانترنت والذي يظهر المعاملة القاسية واللانسانية التي تعرض لها مواطن اردني على ايدي رجال الأمن العام ، لقد تبادر الى ذهني وأنا أرى أكثر من أربعة من رجال الأمن ينهالون بكل قسوة على المواطن الأعزل تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية وخاصة منظمة هيومن رأيت ووتش حول واقع التعذيب في السجون الأردنية والتعامل الخشن لرجال الأمن العام ، هذه المنظمة التي كتبت أكثر من مقال أرد على ادعاءاتها وأدافع عن صورة رجل الأمن العام ، لكني أقولها بصراحة لن استطيع أنا ولا أي كاتب أخر بعد اليوم أن يكتب في الدفاع عن معاملة رجال الأمن للمواطنين ، ولن ننكر على هذه المنظمة إذا خرجت علينا في تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان في العالم لتضع الأردن في مقدمة الدول التي لا تحترم حقوق الإنسان ، كيف لا ونحن نقدم لها المبررات والمسوغات لذلك على طبق من ذهب ، لا ادري كيف كان شعور هؤلاء المغاوير من رجال الأمن العام وهم يضعون أحذيتهم فوق رأس هذا المواطن ، ألهذا الحد أصبحت كرامة الإنسان رخيصة ، ألهذا الحد أصبح المواطن الأردني لا قيمة له ؟ الم يتبادر الى ذهن احد من هؤلاء وهو يضع حذائه فوق رأس المواطن الغليان ، مقولة المغفور له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه الإنسان اغلي ما نملك ، هل يحب احد من أصحاب الأحذية التي علت رأس المواطن أن بعامل هو أو والده أو احد أقاربه بهذه المعاملة ؟
لن يستطيع الناطق الإعلامي للأمن العام مهما أتى بتبريرات أن يغير القناعة التي رسخت في أذهان كل من شاهد هذا الشريط ، لان الصورة أتت بالحقيقة الدامغة والبرهان الساطع ، كان يكفي رجل واحد من رجال الأمن للسيطرة على هذا المواطن بوضع القيود في معصميه ، لكن يبدو أن البعض كان يتلذذ بما يقوم به ، ناسيا أن جميع الموجودين لديهم أجهزة خلوية مزودة بكاميرات ترصد الأحذية وهي تعلو فوق الرؤوس ، لتحطم كل صورة نقية ناصعة كانت في الأذهان حول رجال الأمن ، لتسحق كل محاولات التواصل بين الشرطة والناس لتلغي مفهوم الشرطة المجتمعية ، وغيرها من المفاهيم التي دأب الأمن العام على غرسها في عقول الناس والتي أصبحت في خبر كان ، إني لست متحاملا على جهاز الأمن العام فهو صمام الأمان في هذا البلد ولولاه لما أمنا على بيوتنا وإعراضنا وممتلكاتنا ، لكني لن أجامل هذا الجهاز على حساب كرامة الإنسان التي هدرت تحت أقدام بعض منتسبيه في أكثر من مكان ، على بوابة وزارة الزراعة أثناء اعتصام النقابيين ، و في مدينة العقبة ثغر الأردن الباسم الذي أصبح عابسا بفضل الهراوات والرمي من الباصات ، لقد شهدت الفترة الماضية زيادة ملحوظة في الاستعمال المفرط للقوة من قبل رجال الأمن العام ، هذا الإفراط في القوة وان كان يعالج المشاكل بشكل آني إلا انه يولد حالة من الاحتقان الداخلي لدى عامة الناس ، هذا الاحتقان الذي قد يتحول بين لحظة وأخرى الى سلوكيات سلبية تضر الوطن والمواطن ، إنني أطالب مدير الأمن العام أن يشكل لجنة تحقيق في ما ورد في الشريط ، وان يعلن النتائج على رؤوس الأشهاد ، لان سمعة الأردن قد تضررت كثيرا بعد نشر هذا الشريط ولا بد من محاولات جادة لتحسين صورته امام الرأي العام العالمي في مجال حقوق الإنسان .
أن جهود جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين الجبارة وسعيه الدءوب في توفير الحياة الكريمة للمواطنين لا يمكن أن تضيع بسبب أخطاء فردية لبعض أفراد الأمن العام ، فجلالته حرص دوما على التأكيد على أن كرامة المواطن الأردني هي شغله الشاغل الذي يسعى الى المحافظة عليه ، لذا يجب أن تتضافر الجهود لتحقيق هذه الرؤية الملكية لا أن توضع العقبات اما تحقيقها .
رحمك الله يا امير المؤمنين عندما قلت ( ما استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا )
ياسر العجوري
Yaser_19752001@yahoo.com