ليش .. شو كانت هاي إلناس ؟؟؟

mainThumb

05-09-2009 12:00 AM


غادرت عمان عام 1973 بعد أن حصلت على الثانوية العامة – فرع تجاري ، و كان ترتيبي الثاني على مستوى المملكة، للعمل بالسعودية في فرع البنك العربي في الرياض، و قد تضاعف مُرتبي ثلاث مرات دفعة واحدة، و أحسست بأنني قد غدوت ثريا بصورة مبكرة مقارنة بمن تركتهم في عمان.

الذين تركتهم في عمان في ذلك الحين كانوا بسطاء في كل شيئ، و قد شكلوا طبقة إجتماعية واحدة بسيطة، طيبة، متحابة، متعانقة و تعلو سطحها قطعة زبدة صغيرة شهية، نادرة، إستثنائية و طيبة المذاق كثيرا.

تركت في عمان مدير المدرسة ابا سمير، و الفران ابا زهير، و الميكانيكي ابا محمود، و النجار بولص، و صاحب مطعم الفول و الحمص و الفلافل ابا الراغب، و الطوبرجي ابا خديجة، و صاحب البقالة ابا بسام، و العسكري راجي، و جابي الكهرباء سلمان، و بائع البطيخ و الخضار ابا توفيق، و اللحام ابا ضيف الله، و المحاسب ابا عامر، و مدقق الحسابات من عائلة سابا، و موظف البنك ابا منير، و سائق الشاحنة على خط عمان بغداد ابا محمود، و بائع الهريسة عيسى، و مراسل شركة التبغ و السجائر الأردنية ابا عوني، و المزارع ابا زهدي، و سائق الباص ابا ليلى، و الكونترول خميس، و سائق التاكسي على خط عمان الشام ابا العبد، و المذيع ابا نضال .

تركت في عمان حياة بسيطة و صادقة في كل شيئ، و إبتسامة النوافذ و الأبواب، وصدأ تنكات كانت تحتضن زهورا جميلة وياسمين رافع كلتا يديه لتحية المارين .
تركت في عمان ابا صبحي قبل طلوع الشمس و هو يرتدي بيجامته و كان في طريقه لشراء صحن حمص و عشرين حبة فلافل، و يحمل بيده ليمونة واحدة لتستخدم في صنع صحن الحمص الخاص به !

و تركت في عمان أم عوض و هي تخبز على الصاج لوجبة الإفطار أمام بيتها المكون من غرفة واحدة و حمام وفناء زرعت عند الزاوية دالية ناجحة !، و أم فتحي التي كانت تدعو الجارات ليجلسن على تلة لشرب الشاي فقط و التحدث حول شيطنة اولادهن و سرقتهم لبيض دجاجات الجيران.

تركت عوض و هو يدرس قرب طريق سكة الحديد إستعدادا لتقديم الإكمال في مادة التاريخ !، و ودعت صاحب البقالة بعد أن سوى خلافه مع جارتنا حول تكرار قيده شراءها "فلـفل أســـــود بقرش" !!!

هي دعوة للعودة الى طبيعتنا، للثقة بالنفس، للتسامح، للبساطة، للقناعة، للحب، للإنتماء، للإستمتاع بما هو جميل، وهو كثير، في هذا الوطن الذي هو من أجمل الأوطان shafiqtdweik@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد