صحيفة السوسنة الأردنية

سبعة وثلاثون شخصا فقط . يتقاضون من مؤسسة الضمان الاجتماعي ، ما يزيد على المليوني دينار كرواتب . هذا هو الخبر الذي تناقلته الصحف .

أيها السادة المعنيون : قديما قالوا : (زلمة بعشر زلم ) ، والآن أثبتم لنا أن الواحد منكم بمائة (زلمة) .

أيها السادة (الستينيون) : نعرف جميعا كيف تحايلتم على قوانين مؤسسة الضمان ، وكيف أتقنتم الالتفاف على مدخرات مساكين الوطن وتعسائه.

اعذرونا أن قلنا : أننا نتمنى لكم الموت... وندعو الله مع آذان كل مغرب ؛ حين نجتمع على مائدة إفطار لا تعرفونه ، ونشرب من كؤوس تعافها عيونكم قبل أفواهكم . نرفع مع فطور الصائمين الضارعين الأوابين اكفنا ، ونتوجه إلى المولى ضارعين ، كي يعجـّل بقضائه فيكم ، فكلما طالت أعماركم ، كلما طال امتصاص رحيق زهورنا ، واختطاف البسمة من وجوه أطفالنا ، وسرقة البريق من عيون نسائنا .

ايها الستينيون المتكرشون : يا من لا تعرفون من الوطن إلا اسمه . ولا تحسبون له إلا أواخر شهوره : وددت لو اعرف أي عبقرية وابداع تملكون ، وأي إنجاز لهذا الوطن المنكوب أنجزتم .

وددت لو اعرف ، هل تحسون بألم فقير (غوراني) راجعا من حقله وعلى يديه لون تراب الوطن ، وفي رئتيه غباره؟ .

هل يحرك دواخلكم منظر متقاعد (حوراني) يبحث عن ريقه فلا يجده ، بداية كل عام جامعي ؟

أيها السادة: أراهن أنكم ما حفظتم بيت شعر لعرار . ولا لوحت شمس المفرق وجوهكم ، ولا تنسمتم هواء شيحان ، ولا حملتم يوما على جباهكم شعارا لوطن . هل زرعتم شجرة أيها المتكرشون ؟ هل أطلقتم رصاصة ، أم أبدعتم نظرية ؟ هل قرأتم على مسامع أبنائكم تاريخ بناة وطن اسمه الأردن ؟.

أيها العباقرة الستينيون :

ستقولون ان سمحت لكم دنانيركم بوقت لتقرأوا : أي حاقد حاسد لئيم هذا ؟؟ .

عذرا إن قلت : أشرف وافتخر ان كنت لأمثالكم حاسد ، وعلى أمثالكم حاقد . يا من تضحكون من جوع أطفالنا . وتغسلون أياديكم بدموع نسائنا .

اعذرونا ... ها نحن في الشهر الفضيل ، نرفع الأكف الى الباري ، ان لا يبقي منكم احدا.