السُّور الذي شوه جمال مسجد عجلون .. إلى متى ؟!

mainThumb

30-08-2009 12:00 AM

عندما قامت وزارة الأوقاف – مشكورة – بإزالة المحلات التجارية التي كانت تُشكّل طوقاً مهترئاً حول درة ثمينة هي مسجد عجلون الأيوبي المملوكي، تنفّس الناس والمسجد الصعداء ، وبان جمال المسجد ومئذنته المربّعة، وتبيّن أن للمسجد بابيْن باتجاه الشمال أتت عليها الأنقاض وأغلقتها مع مرور الأيام ، واكتشف سكان مدينة عجلون بأن لديهم تحفة أثرية هامة .
ولم نكد نلقط أنفاسنا حتى سمعنا بأن وزارة الأوقاف تريد أن تُجدّد المحلات التجارية حول المسجد وبارتفاع ثلاثة طوابق، فتداعت نخبة من أبناء المحافظة، وعقدت جلسات عديدة برعاية المحافظ السابق الأستاذ علي الشرعة – يحفظه الله – الذي أكرم أبناء المنطقة فكان لاتصالاته وجهوده الحثيثة مع وزارتي الأوقاف والسياحة الأثر الطيب في نفوس الناس ، حيث تم إلغاء مشروع أبنية الأوقاف حول المسجد ليصبح هذا الأثر الخالد أثراً حراً طليقاً بارزاً أمام السياح والمهتمين بالدراسات المعمارية بجدرانه العتيقة ومئذنته الرائعة، حيث يورد الدكتور يوسف غوانمة في كتابه "التاريخ السياسي لشرقي الأردن" ما نصه:
"أما مدينة عجلون نفسها فقد أكرم الظاهر بيبرس أهلها وآثرهم بإنشاء خالد ما زال قائماً حتى اليوم في قلب مدينة عجلون ويتمثل في مئذنة مسجدها الجامع" ... وقد تم بناء هذه المئذنة عام 662 هـ أي منذ 768 عام وهي مئذنة فريدة من نوعها في الأردن، بدأت تستهوي المارة والسياح والزوار بمشاهدتها بل بدأت تستهوي أبناء المدينة أنفسهم حيث كان أكثر من نصفها مغطى بالمحلات التجارية الآيلة للسقوط.
وفي جلسة مع عطوفة المحافظ السابق تمّ الاتفاق على أن يتمّ بناء محيط المسجد بمادة حجرية شبيهة بجسم المسجد، وفوجئنا بمادة غريبة تدخل محيط المسجد وهو الجدار الاستنادي الاسمنتي الذي يتجاوز ارتفاعه سبعة أمتار في بعض الأماكن، ثم قالوا سيتم تلبيس هذا الجدار بالحجر، ولكن المفاجأة الكبرى بل والطامة الكبرى تمثّلت ببناء سور فوق هذا الجدار بارتفاع متر ونصف.
هذا السور الأصمّ القبيح أخمد أنفاسنا وأنفاس المسجد من جديد، وعاد ليغطي بقبحه جمال المسجد ، وأقسم بالله العظيم أن هذا السور على هذا النحو لا يليق ببيت بسيط ، ولكنه بالتأكيد يصلح أن يكون سوراً لمزرعة ... ، كنا نتوقّع أن يكون السور- كما ناقشنا- بالمواصفات التالية:
بناء مدماكين من حجر عجلون حول محيط المسجد (بارتفاع لا يزيد على 50 سم) ويتخلّل هذا السور مجموعة من الأعمدة الحجرية ، يبتعد كل عمود عن الآخر مسافة 5 أمتار، ويعلو كل عمود قنديل أو فانوس إضاءة أثري، وبين هذه الأعمدة سور حديدي على نظام (الدربزين) يحمل نقوشاً وزخارف إسلامية، وبهذا لا يحجب رؤية المسجد الجامع والمئذنة عن المارة .
أما السور الحالي فهو كمن صمت دهراً ونطق كفراً... إلاّ أنّ هذا السور على هذا النحو له فوائد أهمها !!!! أنه سيكون جداراً رائعاً للدعايات الانتخابية البلدية والنيابية وللإعلانات التي لا تليق بمقام المسجد الجامع الأيوبي المملوكي الذي يفخر ويعتز به أهل عجلون ، هذا السور أيها المخططون المعماريون عاد ليغطي كل جماليات المسجد وإن بقيتم على رأيكم فنرجوكم أن تُلبّسوه بحجر عجلون، فهل من مجيب ...؟!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد