عندما تتحقق الديمقراطية !

mainThumb

08-09-2009 12:00 AM

عمر بني ارشيد
عدم العدالة وتكافؤ الفرص في تعيين الوظائف العليا يسهم في انعدام ثقة المواطن بالشفافية والديمقراطية .
ان تعدد الاحزاب ووجود انتخابات برلمانية وبلدية ونقابات وغيرها ليست وحدها كافية لكي يصبح البلد ديمقراطياً .. فثقافة التعيين كما اشرت بالوظائف العليا من اختيار الوزراء والسفراء والمدراء العامين والمحافظين وغيرهم يجب ان تتغير بحيث لا تنحصر على فئة معينة من الشعب .. انا اعلم ان ذلك يصُعب تحقيقه حيث ان تلك الفئة اعتادت على توريث المنصب والكرسي .
اذكر انه كان لنا تجربة في الاعلان عن احدى الوظائف بالصحف ليتم التعيين من خلال التنافس والكفاءة ، وفعلا تم التعيين على تلك الوظيفة من عامة الشعب .. ولكن تلك التجربة لم تتكرر .
القارئ لأسماء الوزراء والأمناء العامين والمدراء العامين والسفراء وغيرهم من الوظائف العليا يجد ان العائلة الواحدة التي لا يتعدى عددها خمسة او سبعة افراد كان لها نصيب في تلك الوظائف اكثر من محافظة .. بل ان هناك مناطق شاسعة من بلدنا الحبيبة وتعدادها السكاني يتجاوز الآلاف لم تخّرج يوماً وزيراً ولا محافظاً ولا مدير عام ولا اي وظيفة من الوظائف العليا .. لماذا هذا الاستنقاص من قدرات ابناء الشعب وسلب الثقة منهم .

كثيراً ما نسمع عن عدم اكتمال النصاب القانوني في الاقتراع للبرلمان .. لماذا ؟ لان المواطن هجر تلك المشاركة السياسية لعدم قناعته بنزاهة المسؤول وعدم الثقة بعدالة التعيين بكافة الوظائف الدنيا منها او العليا .. فأنت أنت وهي لغيُرك !
فاذا ما اردنا ان يكون لنا دور حضاري وفاعل في حل تلك المشكلة فليس لنا من بديل الاّ التخلص من توريث المناصب في الوظائف العليا وطرح تلك المناصب للتنافس الحر لكافة ابناء المجتمع بعدالة بحيث يتم التعيين على اساس المؤهل والكفاءة والامانة ايضا .. عندها نصبح بلداً ديمقراطيا .. فلا نريد ان نقلع الاشجار ونزرع المسامير .

baniirshaid@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد