مذمة الناقص

mainThumb

08-09-2009 12:00 AM

معتصم القضاة

جاء في أخبار الأيام وبين أوراق الصحف أن كاتبة أردنية تتهكم على وصف القرآن الكريم للأمة الإسلامية بأنها " خير أمة أخرجت للناس" معتبرة تلك الكاتبة أن هذا الوصف ونحن في الدين في قاع الحضارة على حد تعبيرها.....
والحق، والحق يقال، أنني عندما نظرت إلى صورة تلك الكاتبة ذات الشعر المنفوش والوجه المغبر لم أتعرف إليها وظننت أن الخبر أخطأ الوصف، وأن الناشر ربما استعار صورة بربرية لإحدى نساء الجاهلية الأولى ، ربما كانت تعيش في عصر ما قبل اختراع المشط و( السشوار )، إلا أنني عندما قرأت تفاصيل الخبر واسم الكاتبة أزلت عن وجهي كل علامات الاستفهام والتعجب، فالأمر وبكل بساطة قلة فهم وضعف إدراك يمتزج بحقد دفين لهذه الكاتبة على كل ما هو إسلامي ومسلم . وخطر في بالي قول المتنبي
وإذا أت?Zتْك?Z م?Zذ?Zمّتي من ن?Zاقِصٍ ف?Zهي?Z الشّهاد?Zةُ لي بأنّي كامِلُ

الوصف أيتها الكاتبة لم يكن يوماً من الأيام مطلقاً فقد قرن الله تعالى صفة الخيرية لهذه الأمة بعمل وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المنبثق من الإيمان بالله تعالى فالآية الكريمة :" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" ، وبالتالي فإن أحد مراتب الخيرية أن نقول لأمثالك أن تلزم جحرها وتستر ما تبقى من شعرها وأن تترك الكتابة والتحليل في مثل هذه الأمور لمن يملك فنها وفقهها. لأن وقوفك عند جزء من الآية يدل دلالة واضحة سذاجة الفهم وقلة الحيلة.
نعم لسنا خير أمة في هذا الزمان والسبب بسيط وهو أننا بعدنا عن الدين، وتركنا التشريع الإلهي لتشريعات المصالح والأهواء، كما أننا جعلنا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جريمة يعاقب عليها القانون، ويتفلسف حولها أمثالك من المتفلسفين.
وتكملة الخبر أو المقال أو الهذيان الذي لفقته الكاتبة في نهار اشتد عليها حرُه ، أو ليل طالت عليها ظلمته، أن مناهج التربية الإسلامية هي معقل الفرس في تنمية العنف، ولعلها جاورت الصواب في هذا من حيث لا تدري ، إذ أن المناهج بدأت تفقد رونقها وفضائلها منذ أن مُدت إليها أيدي الخواجات ومن سار على دربهم، وتدخلت في مضامينها الأهواء أمثالك، فربما نجد ما قلت اليوم ورقة عمل على طاولة أحد الوزراء غداً، فكانت الطامة وكان الاضطراب في التنشئة.
أما إن أردت معرفة ما يجب أن تحتويه كتب التربية الإسلامية فأقول لك أن الواجب على هذه المناهج أن تجمع محاسن الدين من إيمان إلى ذروة سنام الإسلام، وأن تغرس في النفوس حب الإله جل وعلا ونصرة المظلوم ورفض الظلم وبذل الغالي والنفيس لإحقاق الحق من نظرة الحق تعالى لا من نظرة المشعوذين والدجالين وأصحاب النفوس المريضة الذين باعوا كلمتهم وأقلامهم بحثاً عن أزواج في آخر العمر.
الواجب أن نأخذ بالإسلام كلاً متكاملاً لنعرف محاسن هذا الدين ونحيا الحياة التي تؤهلنا للخيرية واستحقاقها، عندها سنتيقن من مفهوم الآية الكريمة في خيرية هذه الأمة وخيرية شريعتها ومنهاجها، لا أن نحمل اسم المسلم على خجل ثم ندعي بأننا نُقّاد لمصلحة البشرية...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد