أمننا أم خوفنا؟!!

mainThumb

30-07-2009 12:00 AM

الأمن: كلمة صغيرة بحروفها كبيرة بمعناها، ذلك المعنى الذي يبعث في النفس الراحة والأمان والطمأنينة، تلك الطمأنينة التي يحتاجها كل مواطن في تلك المعمورة حتى يعيش حياة بعيدة عن أي خوف أو أي إرهاب، فلا أظن أن إثنين يختلفان على ذلك الدور النبيل لأي قوات تمثل الأمن في أي مكان من ذلك العالم المترامي الأطراف، فالجميع يتفق على أن دور قوات الأمن في أي مكان هدفه الأول والأخير مصلحة المواطن والحفاظ على أمنه واستقراره والعمل على مكافحة كل مايقلق راحة ذلك المواطن حتى يعيش بأمان واستقرار.
إن ذلك الإستقرار المرتبط بقوات الأمن أصبح استقرارا وأمانا مهددا لأن يتحول خوفا وقلقا دائما لما نراه من تغيرات وتصرفات لاأظنها تليق بمثل تلك المؤسسة الأمنية التي همها الوطن والمواطن، فأصبحنا نرى رجل الأمن يقدم على ضرب أبناء وطنه ب(الهراوات)، فينسى ذلك الدور النبيل الذي وكّل به وهو الحفاظ على الأمن والاستقرار وبعث الراحة والطمأنينة في نفوس أبناء وطنه، تلك الراحة التي أصبحت إرهابا يمارس ممن يعرف عنهم انتماؤهم لمؤسسة هدفها أمن المواطن واستقراره، ذلك الأمن الذي بتنا نفقده في ظل وجود الكثيرين ممن يسيئوا لسمعة تلك المؤسسة ذات الهدف الإنساني النبيل.
عندما قرأت اليوم ذلك الخبر الذي يتحدث عن ممارسة الإرهاب من قبل رجال الأمن بحق أولئك المعتصمين من أبناء مؤسسة الموانئ شعرت بالألم والخزي من تلك التصرفات الإرهابية من أبناء تلك المؤسسة الأمنية والتي لم يعد لهم لغة إلا الضرب والعنف، ولم يعد لهم صديقة ورفيقة ترافقهم أينما حلوا وارتحلوا إلا تلك (القطعةالخشبية) المسماة (الهراوة)، تلك الهراوة التي لم تجد أجساما تصب سخطها وعنفها عليها إلا أجسام أبناء الوطن الشرفاء، أولئك الأبناء الذين لم يرضوا بالذل والهوان، فرؤوسهم دوما مرفوعة ليس بمالهم ولا بجاههم ولكن بكرامتهم وعزهم الذي ورثوه كابرا عن كابر، فبكل أسف لم تجد تلك الهراوة التي يحملها رجل أمننا إلا تلك الرؤوس والهامات التي لاترضى بالضيم والظلم، فهاهي تلك الهراوة الظالمة قد ضلت طريقها وذهبت لتصب سخطها وعنفها على تلك الهامات والأجسام العزيزة الشريفة، وتترك تلك الرؤوس الظالمة تسرح وتمرح دون رقيب أو حسيب.
إن ماحصل اليوم بحق تلك الثلة الشريفة من أبناء وطننا النشامى يستحق اتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من تسول له نفسه تحويل تلك المؤسسة الأمنية إلى مؤسسة إرهابية، فأولئك الموظفون عزيزو النفس في مؤسسة الموانئ لايطالبون إلا بحقهم ولا شيء غير حقهم، فهم لايرضون أن يروا أنفسهم مظلومين ومسلوبي حقوق، فلا يريدون إلا حقهم الذي سلب منهم بسبب أناس لاهمّ لهم إلا أنفسهم ومناصبهم، تلك المناصب التي أنستهم ذمتهم وضميرهم وأبناء وطنهم، لا بل أنستهم وطنهم، فهم مستعدون أن يبيعوا أرضهم ووطنهم من أجل مغريات رخيصة في تلك الحياة الزائلة، فهذا نداء إلى كل من يحب الأردن ويعشق ترابه من مسؤولينا الغيورين على وطنهم بأن يسارعوا لحل تلك المشكلة التي طالت، وهاهي تتطور لأن تجعل حياة أولئك الموظفين المظلومين في خطر هم وعائلاتهم، وأن يعملوا على إيقاف تلك المهازل المتمثلة باستغلال رجل الأمن لاسمه في ممارسة الإرهاب والعنف بحق أبناء الوطن الشرفاء.
فإلى أولئك المعتصمين المظلومين المقهورين في مؤسسة الموانئ، كان الله في عونكم وقلوبنا معكم ودعواتنا لكم بالفرج القريب إن شاء الله، فليلكم سينجلي وقيدكم سينكسر بكسر كل ظالم ومتسلط، فالظلم طريقه قصير، ولا بد أن ينجلي ظلام ذلك الطريق ليستبدل بنور يضيء درب كل محب ومنتم وعاشق لوطنه ومليكه وأمته كأمثالكم ياموظفي ومظلومي ومقهوري مؤسسة الموانئ.
majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد