لا يا رجال الدرك ؟؟

مقالات السوسنة

لا يا رجال الدرك ؟؟

02-08-2009 12:00 AM

ماجد الخضري

استبشرت خيرا عندما تم تأسيس مديرية الدرك كمديرية مستقلة عن الأمن العام وأسندت إليها مجموعة من المهماتالخاصة وقلت في نفسي لعل هذه المديرية تكون قادرة على ضبط الانفلات في الملاعب الرياضية ووضع حد للخارجين عن القانون المهددين للسكون العام والنظام والمتطاولين على القوانين والانظمة.
لكن هذه المديرية ما تدخلت في شيء الا شانته وصنعت بلبلة وإرباكا ، فمن قمع المتظاهرين وضرب الصحفيين ورجال الاعلام الى الاعتداء على النقباء والزج بهم في السجون المتحركة الى الاعتداء على المتظاهرين في العقبة من عمال المياومة والمطالبين بحقوقهم من عمال الزراعة والقائمة تطول ولا تنتهي .
فلا يتدخل رجال الدرك في موقع من المواقع الا ويخلفون جرحى وماسي ومصائب في نفوس الأردنيين وأجسادهم ، فالدركيين المدججين بالهروات والغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية والدخانية واليدوية وغيرها مما يستخدمون قد اخطأوا الطريق وضلوا جادة الصواب.
فالشعب الاردني والحمد الله شعب مثقف ومتعلم ، كيف لا وهو شعب ابو الحسين الذي تربى في ظل الهاشمين الذين منحونا الديقمراطية والشورى والحرية وقد تعودنا في ظل هذا الحكم القرشي الهاشمي ان المواطن اغلى شيء في هذا الوطن المعطاء ، فالحسين الباني كان يرددها دوما" الانسان اغلى ما نملك " وان كانت دولا مجاورة تفتخر بما تملك من نفط وثروات فان الأردن يفتخر ولله الحمد بما يملك من رجال بناة للوطن مثقفين حاملي لواء الثورة العربية الكبرى التي جاءت لتحرر الانسان العربي من نير جمعية الاتحاد والترقي وتقضي على الدونية التي زرعت في نفوس العروبيين من ابناء هذه الامة الماجدة .
يخطئ رجال الدرك عندما يحيدون عن الصواب ويعتدون على المطالبين بحقوقهم سواء من عمال الموانئ او عمال الزراعة او عمال الاشغال او غيرهم من العمال .

وبمناسبة هذه الحوادث المؤلمة التي صنعها رجال الدرك فانني اطالب قائدهم بان يغير الاستراتجية المتبعة تجاه ابناء الوطن واحراره اقول له يكفي يا سعادة اللواء وقد عرفناك جندا مدافعا عن حق المواطن في حياة حرة وكريمة ، فلا تكن معولا لهدم الديقمراطية ومنع الحرية والاعتداء على اصحاب الكلمة الذين يدافعون عن حقوقهم كما يدافعون عن الوطن وترابه ، فماذا لو تظاهر العمال ، ماذا تراهم فاعلون هل خربوا هل كسروا هل اعتدوا على مقدرات الوطن هل كسر احدهم زجاج مؤسسة حكومية هل .... هل ... فان كانت كل تلك الأسئلة بلا ، فلماذا لا تترك هؤلاء يتظاهرون ويرفعون صوتهم لعل بعضا من المسؤولين ممن في اذنهم وقرا يسمعون او يتحركون فيغادرون مكاتبهم ، لعلهم يلتفتون الى قضايا ابناء الوطن ساعة ويتركون البزنس والتجارة بعد ان بات كل ممنوع في هذا الوطن مسموح .
يا رجال الدرك اعلموا ان دماء ابناء الوطن عليكم حرام واجسادهم حرام وانتم كما هم حرام عليهم ، فلا تهدمون ما بناه القائد ولا تخربون ما صنعته الاجيال فالديمقراطية خيارنا الذي ارتضاه القائد ولن يقبل الشعب عنه هرواتكم بديل.