جلالة الملك يقول بلغة حضارية .. بلغ السيل الزُبى أيها المُسيء ..

mainThumb

04-08-2009 12:00 AM

من الغريب حقًا أن نحاول استنساخ حالنا على من هم حولنا، ففي علم النفس يحاول العقل الباطني للمريض بفكره تجسيد حالته المرضية على محيطه ليقنع نفسه أنه الوحيد المعافى وأنه صاحب العقل والمنطق السليم، وهذا بالفعل منطق المرتعش في فكره الذي تخيل الوطن يرتعش معه، من الأكيد أنه حان الوقت لمجاهرة البعض بحقيقة مرضهم الفكري وهواجس مخيلتهم وأفكارهم، وفي سياق المعنى السابق تقول الحكمة الإغريقية "حِصن الوطن ليس بقلعة يزعز ثباتها وأركانها طوفان مائي بل حصنه الرجال المخلصون والأجيال المخلصة الراسخة على ثوابتها".
هذه الحكمة هي في الحقيقة أهم ما يمكن أن نفهمه ونستشفه من معاني كلمات قائد الوطن الموجهة لكل فرد أردني يعمل في مؤسسات هذا الوطن العسكرية والمدنية الحكومية منها والخاصة، فوحدة أبناء الوطن من جنوبه حتى شماله وإخلاصهم لتراب الوطن والقائد هي القلعة الحقيقية التي ستتكسر عليها كل أحقاد ودسائس المبغضين الذي يلسعون من ويختبئون، وعلى الكل أن يعي أن منطق الهمجية ولغة الغاب لم تكن ولن تكن منطق التعايش الإنساني في الداخل الأردني بين أبنائه ولم تكن منطق التعامل مع جيرانه ومع العالم، فتعاطي المملكة في قضايا الداخل والخارج واضح يستند على منطق التفهم الحقيقي لمعنى الإنسانية ولحقوق الآخرين ومناصرًا لقضاياهم؛ ولكن ما يثير في النفس الاستهجان أن البعض أساء تقدير هذه المنهجية فأطلق العنان لفكره ليستطرد في مخيلته وهواجسه تصورات دراماتيكية لينقل صورة وضعه الخاص على صورة الوطن، فظن معنى كلمة الضيافة موازي لكلمة البيع وظن معنى الكرم والشهامة موازي لكلمة الخنوع والخضوع وظن معنى الإنسانية وحب التعايش والسلام موازي للجبن، من الغريب أن المسيء لنفسه والمريض بداخل فكره أصمت منطق الحقيقة ليضع مكانها ما يراه وما يتمناه وما يتماشى مع نواياه وأحقاده .
والغريب في الأمر أن هذه الفئات المسيئة والمشككة تتجاهل دعائم وركائز وثوابت هذا الوطن وتتجاهل أن حقيقة هذه الثوابت كصلابة الماس، فصلابة وثبات الوطن هي في الحقيقة نابعة من مصدرية ثبات القيادة وثبات أبناء الوطن القادر على التصدي لكل التحديات عبر الأجيال المتعاقبة وضمن نفس المنهجية، فالأردن يؤمن بقضاياه وثوابته ويرتكز على مبادئ واضحة منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى وفي حاضره ومستقبله، لذلك فمن الضروري أن يتعقل كل مُسيء لنفسه ومريض بداخل فكره قبل أن يتخيل ارتعاش جسده ارتعاش وطن، وعليه أن لا يُحصي أنفاس الوطن فلن يحصيها وعليه أن يكتفي بمراقبة تنفسه، وعليه أن يتخيل تأكل جسده قبل أن يطلق العنان لرسم صورة تفكك جسد الوطن، وعلى هذه الفئات أن تعي أن الأقنعة التي تتستر بها متكشفة ولكن حلم الملك كان أوسع من استهدافها، ولكن هذا لا يعني التمادي، فلكل شيء حدود ولكل مقالِ مقام ولكل بداية نهاية والصبر له حدود .
وعلى الكل أن يعي أن لدى الأردن في داخله جبهة قوية كصلابة الماس قادرة على جرح كل متحرش بثوابت الوطن في الداخل والخارج، وأن هذه الجبهة رغم شفافية مظهرها تمتلك لمعان من شأنه أن يُشعل نارًا ت?Zحرق كل من تسول له نفسه المضي في استطراد هواجسه وأفكاره ومكره ضد المملكة، فبريق صلابة الوحدة سيلمع قي كل أركان الوطن من بوادي وقرى ومدن، فهذا الوطن كسلسلة الجبال الشوامخ التي تعتلي هامات أبنائه فوق السحاب وتمتلك رسوخًا ثابتا لا تزعزعه كل العوامل والمؤثرات.

karakmalek@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد