العدالة في تقييم الموظف وزيادة الرواتب

mainThumb

08-08-2009 12:00 AM

يختلف اداء كل موظف عن الاخر و ليس من العدل ان يتساوى الجميع بسلم الرواتب و يحدد راتب الموظف حسب اداءه والمهام الموكلة اليه وبالمقابل يجب على الادارات العليا ان تقوم بتطوير الموظف واخضاعه لدورات لزيادة معرفته وبالمقابل عليه ان يقوم بتطوير نفسه ايضا هذا الكلام ايجابيا وهو الذي يجب ان تقوم عليه المؤسسة اوالمنظمة الاقتصادية وينطبق على جميع قطاعات الحياة في المجتمع العامة والخاصة .
تطبق كثير من المؤسسات في القطاع الخاص والعام مبدأ تقييم الموظف خلال السنة المنصرمة لاقرار زيادة الرواتب ويحتوي هذا التقييم على عدة اسئلة تتعلق بالمهام الوظيفية ومدى احترامه للقوانين والانظمة المعمول بها في تلك المؤسسة ومدى تقبله للتطوير والتقدم في عمله ومدى حاجته للدورات ولكل سؤال عدد من العلامات ويتم جمع حصيلتها في نهاية النموذج المعد لذلك وبالتالي يتم رفعه للادارة العليا لتحديد مدى الزيادة التي يستحقها ذلك الموظف ، وفي هذا المقال لا اريد ان اوصف نموذج التقييم ولكن هدفي هنا هو الاشارة الى بعض الملاحظات التي يمكن ان تحدث ومنها السلبية حيث انه لايجوز ان يكون تقييم ذلك الموظف الذي ينتظر بفارغ الصبر زيادته لتحسين مستوى معاشه على اساس العلاقات الشخصية مع مديره المباشر ولا على من هو واسطته في التعيين و لايجوز في الوقت نفسه ان يكون الهدف من وراء التقييم التخلص من ذلك الموظف بتهبيط عزيمته من اجل ان يقال عنه ان اداؤه كان ضعيفا وبالتالي فانه يجب ان لايبقى في تلك الشركة او المؤسسة ليأتي بغيره ارضاءا لجهة معينة او شخص ما ويحدد راتب الجديد اضعاف ما كان عليه الموظف السابق ، صحيح ان القطاع الخاص في غالبيته وفي جميع انحاء العالم تكون اسس التعيين فيه والرواتب الممنوحة على اساس المصالح وقد يتم تعيين موظف في اعلى الدرجات الوظيفية وبراتب عالي وخبرته العملية والعلمية قد لاتؤهله حتى الدخول في تلك الشركة ولكن هذا الشيء لايمنع ان تكون هناك عدالة في الزيادات والرواتب فليس من المعقول ان تمنح زيادة او تعديل لموظف ثلاث مرات او اكثر سنويا وبقية الموظفين لاينظر اليهم ولو بطرفة عين او ان يمنح موظف اربعون دينارا زيادة وموظف اخر عشرة اضعافه او اكثر لان ذلك ليس عدلا ولايمكن للادارة العليا ان تكون لها الحجة على اداء بقية الموظفين لان الموظف هو في النهاية انسان وهو خليط من الاحاسيس والمشاعر ولايمكنه ان يكون من فصيلة الملائكة حتى لاينظر الى ظلم وقع به ويسكت وقد يكون هناك من اوقع به ذلك الظلم قصدا وزورا وبهتانا .
ان التقييم الحقيقي هو الدافع لذلك الموظف من اجل المزيد من العطاء ولانه سيعرف بان تقدير الادارة لعطائه سيكون له الجزاء الاوفى وبالتالي فانه سيثابر من اجل الحصول على الدرجات العلى وعلى ذلك فليتنافس المتنافسون وهو ما اقر به ربنا الكريم من اعلى سبع سموات وايضا امر الناس بالعدل وان حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل والعدالة هنا ليس في دور القضاء فقط بل في كل نواحي الحياة في البيت والشركة والشارع والمدرسة وغيرهم .
وفي هذا المقال لا اشير لاحد او جهة بعينها بل لاننا على ابواب الربع الاخير من السنة ويكون فيه اعداد للتقييم السنوي وقد يكون في هذا التذكير مراجعة شخصية لكل موظف مع نفسه لتصحيح اداؤه ان كان ضعيفا او للمدراء بضرورة توخي العدالة في التقييم ووضع الاسئلة اللائقة والجدية وتقدير كل العلامات بمنطق واتزان وعدم شخصنة الامور ويجب ان لايغضب احدا مما اكتب فهي وجهة نظر شخصية ممكن الاستفادة منها او لا ذلك يعود للقارئ الكريم الذي احترم رأيه وبمنتهى الروح الرياضية ومنهم من يهاجمني ومنهم من يؤيدني وعلي تقبل ذلك دون اثارة او استفزاز .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد