التلفزيون على صفيح ساخن (1) ( بل دفاعاً .. )

mainThumb

01-09-2009 12:00 AM

نظام المجالي
على مدى السنوات الأخيرة ظل التلفزيون الأردني و شقيقته الإذاعه تحت و ابل من النقد لأدائها..و يبقى صمت الحكومات المتعاقبة يعبر عن مسؤوليتها الكاملة تجاه أي تراجع في أداء مؤسستنا الإعلامية .
فهي التي زجت بمدراء عامين من الدوار الرابع إلى أتون معركة في أم الحيران و قودها تجربه فاشلة للإستقلال المالي و الإداري و غياب كامل لسياسه إعلامية واضحه المعالم و ترهل و تضخم في الكادر البشري نتيجه الواسطه و التدخلات الحكومية و النيابية في تعيينات عشوائية و عوائق مالية و إدارية كثيرة.. لقد عاصرت عدداً من هؤلاء المدراء الذين جاءوا متحمسين للعمل و الإنجاز, نتحدث اليوم عن التلفزيون و نحن نعي أنه لكل مواطن أردني.. و أنه قدم للوطن الكثير و خرج إعلاميين افذاذ و من واجبنا الدفاع عنه بل و الدعوة لإنقاذه.. ويأتي التقصير الحكومي تجاه الإذاعه و التلفزيون ضمن التخبط في قطاع الإعلام خاصه بعد إلغاء الوزارة قبل سنوات و فشل تجربة البدائل من مجالس و مراكز إعلاميه , إن كل ما تقدم أدى إلى سوء المنتج الذي يظهر على الشاشة و الذي لم يكن بحجم آمال المواطن و تطلعاته , و لم يواكب مسيرة التنمية الشاملة التي يشهدها الأردن في مختلف قطاعاته .
لم توفق الحكومات المتعاقبة في رسم إستراتيجيات إعلامية تخدم الوطن و لم توفق أيضاً في الدعم الحقيقي لمؤسساتنا الإعلامية فبقيت هذه المؤسسات رهينة لأمزجة حكومية و شخصية أوصلت تلفزيوننا إلى وضع خطير .و جعلت من موقع المدير العام للإذاعة و التلفزيون محرقة لصاحبه يتركه بعد عام أو يزيد مثقلاً بالنقد و الفشل الذريع .. فهل من المعقول أن يكون جميع الذين إستلموا هذا الموقع خلال السنوات الماضيه فاشلين !!!!
جملة من الأمور التي يجب الوقوف عندها و نحن نبحث موضوع التلفزيون .. هل حالة الدمج بين الإذاعة و التلفزيون بحاجة إلى إعادة نظر و قد وجدت معظم الدول ضروره للفصل بينهما ..؟؟ هل نجح الإستقلال الإداري و المالي للمؤسسة و هل حقق أهدافه و منها تكريس إعلام الوطن و الدولة ..؟؟هل نجحت تجربة مجالس الإدارة ؟ و ما مدى إعاقتها لعمل المدير العام ؟
و عندما يتحدثون عن الدعم الحكومي لمؤسساتنا الإعلامية و العاملين فيها.. أستذكر دائماً قصة النظام المالي لمؤسسة الإذاعة و التلفزيون و الذي إستغرقت الحكومة في إنجازه أكثر من عشر سنوات .. ليطبق قبل أشهر برواتب هي جيدة لو أنها جاءت قبل عشر سنوات ..أما الهيكل الوظيفي و الذي أستغرقت الحكومه في إنجازه أيضاً سنوات طويله ..من خلال شركات إستشارية ... ( لم يكن لها علاقه بهيكلة الدوائر الحكومية ) و لكن هناك أجندات خاصه تفرض نفسها حتى على الهيكل التنظيمي للتلفزيون ...و نتساءل الآن هل تم تطبيقه .. طبعاً لا .. و لن يطبق .. لإنه جاء مجافي للواقع و الأصول الإدارية في المؤسسات الإعلاميه ..
رفقاً بالتلفزيون .. و هل من حكومة تصلح ما أفسدته الحكومات المتعاقبه .. هل من حكومه تتعامل مع ملف التلفزيون بموضوعية و مهنية.. فأما أن ينال إستقلاله المالي و الإداري الحقيقي و تقدم لإداراته الفرصه في العمل دون منغصات و تدخلات و إما أن يعود إلى أحضان الحكومة معززاً مكرماً... و للحديث بقية .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد