مهرّبون تحت القبّة!!!

mainThumb

08-08-2009 12:00 AM

المكان:مركز حدود جابر على الحدود الأردنية السورية
الزمان: الساعة الثانية عشر صباحا من يوم الخميس الموافق 6/8/2009
الحدث: القبض على سائق سيارة تحمل نمرة مجلس النواب الأردني وبداخلها كمية كبيرة من الحشيش وأوراق نقدية مزورة تقدّر بمئات الآلاف.
كان ذلك المكان وذلك الزمان وذلك الحدث هو ما وافتنا به بعض الصحف والمواقع الإخبارية عن عملية تهريب لكمية كبيرة من الحشيش وكمية كبيرة من الأوراق النقدية المزورة، والأدهى والأمر في ذلك الحدث أن وسيلة التهريب كانت مركبة تحمل نمرة حكومية تابعة لمجلس النواب الأردني، تلك المركبة التي تعود لأحد ممثلي الشعب والذي وضع ذلك الشعب المسكين ثقته بالكثيرين من أولئك الممثلين له تحت تلك القبة، والذين بمجرد وصولهم إلى باحة ذلك المجلس الموقر نسيوا أبناء شعبهم وأولوا اهتمامهم لأمورهم الشخصية المتمثلة بالإمتيازات والإعفاءات والمياومات، وهاهي تلحقها الان التهريبات والتزويرات و(الله يستر) مما سيلحق تلك (الفضائح) والعارات من تطورات ممن وصلوا تحت تلك القبة بفضل ذلك الشعب الذي لايملك إلا الأوجاع والآهات.
عندما قرأت ذلك الخبر لم أتعجب ولم أستغرب، فقلت بيني وبين نفسي ليس غريبا على من زوروا مشاعرهم أمام شعبهم وأمتهم أن يزوروا أوراقا نقدية أو يهربوا حشيشا أومخدرات، فهم من قالوا لشعبهم قبل وصولهم تحت تلك القبة سنفعل كذا وكذا ،وسنكون معكم يدا بيد، وسنحميكم من الضّيم والظلم ،وسنكون ممثليكم الذين لم ولن يخذلوكم، وبمجرد وصولهم تحت تلك القبة نسيوا أبناء شعبهم الذي وقف معهم وأوصلهم إلى ماهم فيه من نعمة ورخاء، فتزويرهم كان مولودا منذ وقت طويل وليس وليد هذه اللحظة، فمن زور مشاعره وأوصل شعبه للبحر وأرجعه عطشانا وأعطاه آمالا وطموحات ذهبت ادراج الرياح ليس غريبا عليه أن يزور أوراقا نقدية مصيرها إلى الحرق والإتلاف، ولكن هناك قاسم مشترك بين تلك الاوراق النقدية المزورة وبين أنفس ذلك الشعب المسكين، فالقاسم المشترك بينهما هو (الحرق) فمصير تلك الأوراق المزورة الحرق، وكذلك الأنفس المدمرة لذلك الشعب المسكين فقد حرقت ودمرت بفعل ذلك القهر الذي لحق بها بسبب أولئك الممثلين للشعب تحت تلك القبة، فحرق تلك الأوراق المزورة وحرق تلك الأنفس ودمارها كان سببه واحدا، وهم تلك الثلة من الممثلين لشعبهم وأمتهم تحت تلك القبة التي يتبوأون ظلالها في ذلك المجلس الموقر.
لو كنت منتجا أو مخرجا تلفزيونيا لقمت بعمل درامي من ثلاثين حلقة ليعرض على شاشتنا الصغيرة في شهر رمضان المبارك، وذلك العمل سيكون عنوانه (مهربون تحت القبة) ويتحدث في حلقاته الثلاثين عن إنجازات بعض ممثلي الشعب من حيث تهريباتهم وتزويراتهم، وعن الكثير من أعمالهم التي لايعلمها إلا من هو خلف الكواليس، ولكن ماكل مايتمناه المرء يدركه، فأنا لست منتجا ولا مخرجا تلفزيونيا، ولو كنت أعرف المخرج (بسام الملا) أو المخرجة (إنعام محمد علي) لقمت بإملاء ذلك الإقتراح عليهما من أجل إنتاج وإخراج ذلك العمل الدرامي االذي عنوانه مهربون تحت القبة، والذي ربما سيتفوق على مسلسل (باب الحارة) من حيث عدد المتابعين!!.
عموما هانحن قرأنا ذلك الخبر عبر بعض المواقع والصحف والذي تحدث عن مهرب يمتلك نمرة حكومية تابعة لمجلس النواب الأردني، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيكون هناك إجراء حازم بحق ذلك (المهرب البرلماني)؟ لاأظن ذلك، لأن القضية سيغلق ملفها وستكون عبارة عن سوء فهم أو اتهامات باطلة، لأن (الحيتان البشرية الكبيرة) والمنتشرة في أرجاء ذلك المجلس الموقر والتي تتبوأ ظلال قبته ستعمل جاهدة على حماية (حيتانها الصغيرة) ،وبالتالي ستكون أوراق القضية مصيرها كمصير تلك الأوراق النقدية المزورة إلى (الإتلاف)!!!.
majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد