صحيفة السوسنة الأردنية

لعل من الملفت ما نراه في ايامنا هذه من مسؤولين يستمتعون بجلسات الجعصة ووضع اليد على الخد وهزهزة الرأس يمينا وشمالا اثناء التحدث وكأنه يعرف بالموضوع وانا اجزم هنا بأنه لا يعرف شيئا اصلا بالموضوع.

لقد اصبح جلّ اهتمام مسؤولينا بكيفية اختيار ربطات العنق الفوشية والملونة المناسبة لحدث ما اثناء عرضه في احد البرامج التلفزيونية فمثلا عن موضوع اعتصام عمال الموانىء يرتدي الربطة الزرقاء الفاقعة اللون نسبة للبحر .وعندما يتحدث مسؤول اخر عن الشهادات العليا المزورة فنراه يرتدي الربطة الكاروهات فهي تدل على الخربشات احيانا . فلم نعد نشعر بمساعدة مسؤول من وراء المكتب وهو يرتدي البدله اللمّيع والربطة المخططة والكندرة البلغاء الفاخرة .
نريد من المسؤولين ان يشاركونا اتراحنا وان كانت سعيدة احيانا لهم لانهم بسببها قد يظهروا على شاشة التلفزيون طالما انتظروا هذه اللحظه بفارغ الصبر.

لقد أحزنني الرجل الستيني القادم من القرية المتربعة في حضن وطننا الاردن وجبينه ممتلىء بالتراب وعرقه يتصبب على وجنتيه من اجل اجراء معاملة في دائرة الاحوال المدنية واذا بالمسؤول يتعجرف في رده وفي طيات جوابه بنوع من الجعص والقرف الذي أشعر به هذا المواطن الذي بدأ بالبكاء لسوء المعامله ولشعوره بان معاملته لن تلقى الاهتمام السريع من المسوؤل الجاعص؟؟؟

نريد حملة وطنية كالتي حدثت في سيرلانكا للقضاء على الفشخرة والجعصة لا نريد بان تكون دوائرنا مرتعا للجاعصين على حساب المواطن المسكين .
أنا أدخل على مديري فأجده جاعص وزميلي جاعص وسائق التكسي جاعص حتى أصل الى منزلي الجاعص ايضا؟؟؟