حــروف مجنـحة : سـواد وقـتـامــة
المتأمل في مجمل الوقائع التي تعيشها أمتنا هذه الأيام، لا يستطيع الخروج إلا بصورة شديدة السواد شديدة القتامة. لولا الايمان بأن هذه الأمة قد عاشت ما هو أسوأ من واقعها الحالي لكنها تجاوزته وعادت لتمارس حضورها ودورها الحضاري في مسيرة البشرية وحركة التاريخ. والذين درسوا فترة الحروب الصليبية، وكيف كانت أمتنا ممزقة شذر مذر يتولى أمرها الصعاليك من الصبية والغلمان. الذين صاروا يتهافتون لخطب ود الغزاة وطلب الحماية منهم. بل ويقدمون الخدمات لهؤلاء الغزاة لتثبيت وجودهم في بلادنا. الذين درسوا فترة الحروب الصليبية هذه، وما سبقها مما قاد إليها، لن يجدوا فرقاً كبيراً بين تلك الفترة وبين ما نعيشه في هذه المرحلة التاريخية من عمر أمتنا. مما يزيدنا إيماناً بقدرتها على الخروج مما هي فيه. خاصة أنه ورغم كل هذا الوهن البادي عليها فإن جذوة المقاومة لم تنطفئ فيها. وروح الأمل لم تخبُ عند شرائح واسعة من أبنائها. حتى وهم يرون بعض المحسوبين على أمتهم يساعدون العدو في عدوانه. بل ويقدمون له ما يمكنه من هذا العدوان. وإلا كيف تم حصار العراق وإضعافه حتى سقط تحت الاحتلال؟ ومن الذي نفذ الحصار فعلياً؟. ومن الذي حاصر ليبيا وشدد الخناق عليها. ورأى في هذا الحصار فرصة استثمارية؟ ومن الذي يشدد الحصار اليوم على غزة ويخنق أهلها ويحرمهم حتى من الغذاء والدواء؟ ومن الذي يحرض على مقاومة الأمة حيثما وجدت هذه المقاومة. سواء في لبنان أو العراق أو فلسطين، ساعياً الى تجريدها من كل مقومات وجودها وأوله سلاحها؟ ألا يفعل ذلك كله بعض المحسوبين على أمتنا ممن صار لهم في غفلة من الزمن أمر قيادتها؟ فصار همهم إضعافها، وتمزيق صفها. من خلال أثارة النعرات المذهبية والطائفية والإقليمية والجهوية بين أبنائها. فانقلبت هذه النعرات إلى عداوة مستحكمة تنسينا العدو الحقيقي. وما يجري في فلسطين من أوضح الأدلة والبراهين على ما نقول. فقد تعمق الخلاف بين أبناء فلسطين حتى صار فريقٌ منهم عوناً للعدو على الفريق الآخر، وصار تحرير غزة مقدماً على تحرير القدس أو نابلس أو رام الله. وصارت المقاومة عبثاً وجريمة يعاقب عليها القانون. وصار الحوار مع العدو الصهيوني المحتل مقدماً على المصالحة مع أبناء الوطن وشركاء المصير.
لو كان الخلاف مقتصراً على أبناء فلسطين لهان الأمر. وتم تطويقه ومعالجته، فواقع الحال يقول ان الخلافات مستحكمة في مجمل علاقات دول الأمة بعضها ببعضها الآخر. ولاسباب شتى، غير انها في مجملها مصنوعة موهومة. كالخلاف على ترسيم الحدود بين هذه الدولة وتلك رغم ان الجميع يعلمون ان كل الحدود مصنوعة على عين أعداء الأمة وخدمة لمصالحهم. ومثل الخلاف على المياه رغم ان الأمة كلها لا تمتلك جل مصادر مياهها. ومثل الزعم بان هذه الدولة تسعى للتدخل في شؤون تلك الدولة وفرض الوصاية عليها. رغم ان الجميع يعلمون انهم لا يملكون من أمرهم وأمر دولهم شيئاً. فالكل تابع والكل مأمور بعد ان تحول الجميع الى أدوات في يد الغير. وفي ظل هذا الواقع المخزي للأمة لم يعد غريباً هذا التسابق في تقديم التنازلات للعدو. فبعد ان كانت اسرائيل تتمنى ان يعترف بها العرب صار العرب يتمنون ان تقبل اسرائيل بمبادرتهم التي قدموا من خلالها كل شيء مقابل لا شيء. وبعد ان كان الهدف تحرير فلسطين من البحر الى النهر صار المطلوب ان توقف اسرائيل بناء مستوطناتها لأقل من عام، مقابل ان ترفع لها علماً في كل عواصمنا وتصبح صاحبة اليد العليا في كل شؤوننا ما دمنا نحرص على خطب ودها، ونقبل في سبيل ذلك بكل شيء. حتى لو كان تبني توصيات مجلس الأمن القومي الاسرائيلي، وهو ما يطلب من مصر هذه الأيام على ذمة الأخبار والمخبرين، الذين صار بعضهم حكاماً في بلادنا. غير ان الطامة الكبرى انه رغم كل هذه التنازلات التي نقدمها لعدونا إيثاراً للسلامة وطلباً للسلام فإننا لم ننل هذه ولا تلك. فها هي طبول الحرب تقرع في المنطقة. وها هي العربدة الاسرائيلية تصم الآذان تهديداً ووعيداً بوقاحة لا مثيل لها. من ذلك اعلان وزراء نافذين في حكومة العدو عن نيتهم تدمير البنية التحتية المدنية في لبنان، ولو جرى مثل هذا الكلام على لسان واحد من أبناء أمتنا لقامت الدنيا ولم تقعد، من هذا الارهاب والتهديد به. أما وقد جرى على لسان وزراء صهاينة فإنه يدخل في باب الحق المشروع بالدفاع عن النفس. فهذا هو منطق المعايير المزدوجة الذي يحكم العالم في هذه الفترة من تاريخه. التي صار فيها ممنوع على أمتنا ان تمتلك ما يمكنها من الدفاع عن نفسها ضد عدوها المعتدي. وصار حراما على أبنائها مقاومة الغزاة، الذين صار من حقهم المشروع وفق المعايير الغربية ان يمتلكوا كل ادوات القتل والتدمير والعدوان. وان يمارسوا كل صنوف القتل والتدمير والتعذيب دون ان يعترض عليهم أحد. فقد صارت الكلمة العليا للمعتدي لأنه قوي والقوة هي التي تفرض الحقائق على الارض. وقد فقدنا قوتنا لذلك لم نعد نستطيع ان نفرض حقائقنا حتى على أرضنا. وهذا واقع لا بد لنا من أن نغيره وأول أدوات التغيير ان نغير ما بأنفسنا عبر عملية تربوية ثقافية طويلة، تحتاج إلى علماء ومفكرين أحرار، يتصدون لهذه المهمة الثقيلة. وأول ما يجب ان تتضمنه مناهجنا التربوية والتثقيفية هو كيف نبني وحدتنا ونرص صفوفنا. لأن الفرقة هي الثغرة التي يتسلل منها العدو. وعندما نعرف كيف نبني وحدتنا عبر سد الثغرات المذهبية والطائفية والعرقية نعرف كيف نبني قوتنا عبر تكامل ثرواتنا وإمكانياتنا التي سلمناها لعدونا، فصارت وبالاً علينا. بفعل وصفات المؤسسات الغربية التي أقنعتنا بالخصخصة فسلمنا جزءًا كبيراً من سيادتنا للشركات العابرة للقارات، وهي من أهم أدوات الاستعمار الحديث. والتي صارت تتحكم بتفاصيل حياتنا اليومية. وتنهب ما تبقى في جيوب مواطنينا. ثم تفرقنا بالأزمات المالية. وبدوامة الفساد الذي أزدهر في ظل سيادة القطاع الخاص أضعافاً مضاعفة مما هو عليه في ظل القطاع العام. خاصة وان القطاع الخاص بعيدٌ عن أجهزة الرقابة الي يخضع لها القطاع العام. وفي ظل هذا الفساد ازدادت مساحة الفقر وزاد عدد الفقراء بيننا. مما زاد واقعنا سوءاً وقتامة، ومع ذلك سنظل نقاوم لأننا نؤمن بأمتنا وبقدرتها على المقاومة وعلى التغيير.
إسرائيل تشن عدة غارات جوية على مدينة الحديدة غربي اليمن
انخفاض أسعار الذهب عالميًا وسط تفاؤل بالمحادثات التجارية
طعام الشواء الصحي الذي يجب تجنبه لخسارة الوزن
سمكة قرش تسقط من السماء فوق ملعب غولف في الولايات المتحدة
كيف تستخدم ChatGPT بفعالية؟ دليل مبسّط بالخطوات
بعربة جولف على المسرح .. دنيا سمير غانم تفاجئ جمهور جدة
موعد مباراة الأردن أمام العراق والقنوات الناقلة
سحب دواء باراسيتامول في بريطانيا لهذا السبب
هل ستواصل درجات الحرارة ارتفاعها حتى نهاية الأسبوع
أحلام تثير الجدل: لا أُسلف المال حتى للمقرّبين
انهيار في بئر ارتوازي بالعقبة ومواصلة الجهود لإنقاذ شاب عالق
إيران تحصل على معلومات حساسة وتهدد بضرب منشآت إسرائيل النووية
حالة الطقس في المملكة حتى نهاية الأسبوع
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
للأردنيين .. تحذيرات هامة من الأمن العام
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل
رحيل مفاجئ .. سبب وفاة سميحة أيوب يهز المواقع
زيت الزيتون أم زيت الأفوكادو .. أيهما الأفضل لصحتك
ارتفاع أسعار الذهب والليرات الذهبية في التسعيرة الثانية