رمضان .. فرصة العمر

مقالات السوسنة

رمضان .. فرصة العمر

21-08-2009 12:00 AM

عاطف المناصير

تضلنا أيام فضيلة بحلول شهر كريم مبارك شهر انزل الله فيه القران وصفد فيه مردة الجآن وفيه ليله خير من ألف شهر، شهر العبادة والاستزادة وموطن كل خير شهر كريم من رب كريم ( والله رؤوف بعباده ) أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران , فخاب وخسر وباء باثم عظيم من أدرك رمضان ولم تنزل من عينه دمعة حراء في سحر , يبكي على نفسه وذنبه بجانب رحمه الرحمان الملك الديان انتظرنا زائرنا المبارك رمضان احد عشر شهرا وألسننا تلهج بالدعاء اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيام لياليه وتدبر معاني القران فيه واجعلنا من عتقائه. فرمضان شهر الهمم لمن أراد أن يبلغ القمم فأهلا برمضان شهر الصلاح والإيمان والصدقة والإحسان شهر الصدق والعتق والرفق وصله الأرحام . الرقاب فيه تعتق والنفوس فيه تترفق والأيادي الخفية للبطون الجائعة تتصدق فكن في رمضان يدا خفية للخير ومعاونا لأخيك المسلم على كل خير.
رمضان باب الجود والإنفاق والطرود. الرحمات في رمضان تصول وتجول وتلجمنا إلجاما فرب فائز اقترب ورب هالك غفا وجفا وفاته من الخير الكثير رمضان شهر فيه ترتاح الروح وغذاؤها ذكر الله وما أجمله من ذكر وما أجمل اسم الله العيون لذكره تترقرق والقلوب إليه تهفو حبيبا فوق كل حبيب الواهب لنا كل خير فتبارك الواهب جل في علاه عظيم في عطاياه ربي وربكم ورب أبائكم الأولين فما أجمل الجوع في سبيله وما أجمل السهر قائما في مرضاته واستغفاره قديم بلا ابتدأ دائم بلا انتهاء أرواحنا يا رب فوق اكفنا ترجو ثوابك مغنما وجوارا .
في رمضان تصوم الجوارح والأركان فالقلب لايعتقد العصيان و الخذلان وإضمار الشر والطغيان والعيون يجب أن تصوم عن النظر للحرام ومواقع الغناء وكليبات الرقص والهيام والآثام والأذان تصوم عن المعازف والألحان فالله الله بأنفسكم خذوها إلى الله بالصراط المستقيم بإياك نعبد وإياك نستعين ولا توردوها نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين .
ففي رمضان الجسد الجريح بالمعاصي وارتكاب المنكرات والفواحش والربا والخطيئات عليه إن ينغمس ببحر الصيام ليطبب جراحه بالصوم والاستغفار والذكر والاستسلام للواحد الديان فروض نفسك إن سابك احد أو شتمك فقل إني امرؤ صائم فليس عندنا وقت للخصام فأيام رمضان ثمنيه ودقائقه غالية نفيسة فكان سلفنا الطاهر إذا دخل عليهم رمضان أكثروا من تلاوة القران وختموا القران مرات ومرات ولزموا الذكر فلا تسمع إلا أزيز ذكرهم و استغفارهم وتقريع نفوسهم فدانت لهم الأرض وبكت لهم السماء .
وعند مائدة إفطارك الملئية بأشهى أصناف الطعام وطيب الشراب وحولك فتية صغار تذكر أن لك إخوانا في أصقاع الأقطار لا يجدون ما يسدون به رمقهم أو يصلبون به قاماتهم فرمضان يذكرك بالجائعين والفقراء والمساكين والبائسين فاجعل جزء من طعامك لفقراء حيك واغلب نفسك فالنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي.
الله جل في علاه وتقدست اسماه في رمضان انزل القران فدانت لعظمته الرقاب والبلدان والشعوب فكان فجرا صادقا بعد طول غياب معجزة خالدة لكل شعوب الأرض ما نبتت من الأرض نبته أو نزلت من السماء قطرة فالله بلزوم القران قراءه وحفظا وتدبرا وخالف النفس والهوى وروض نفسك على الطاعة . رغيف خبزٍ يابسٍ تأكله في زاوية وكوزُ ماءٍ باردٍ تشربهُ من صافية وغرفة ضيقة نفسك فيها خالية أو مسجد بمعزلٍ عن الورى في ناحية تدرسُ فيه دفتراً مستنداً لسارية معتبراً بمن مضى من القرون الخالية خير من الساعاتِ في فيءِ القصور العالية تعقبها عقوبة تصلى بنارٍ حامية فهذهِ وصيتي مخبرةُ بحالية طوبى لمن يسمعها تلك?Z لعمري كافية
فها هو رمضان فرصة عمرك فلا تضيعها ورب مبلغ أوعى من سامع.....
atef191973@yahoo.com