سحابة القتل والانتحار متى تنتهي ؟

mainThumb

19-08-2009 12:00 AM

بسام العمايره

من الضرورات الخمس التي أجمعت عليه أمم الأرض من يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، حفظ الأنفس وعدم الاعتداء عليها، ولهذا شدد في عقاب في عقاب من قتل نفسا بغير حق في الدنيا والآخرة.

وقال عبادة بن الصامت: (( كنّ?Zا مع رسول الله في مجلس، فقال: تُبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس?Z التي حرّ?Zم الله إلاّ?Z بالحقِّ، فم?Zن وفّ?Zى منكم فأجره على الله، وم?Zن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به فهو كفّ?Zارةٌ له، وم?Zن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه فأمرُه إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عذّ?Zبه )) رواه البخاري (18) ومسلم (1709)، وهذا لفظ مسلم.
.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : م?Zن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، وم?Zن تحسّ?Zى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، وم?Zن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109
أن وصف الجريمة بالوباء هو وصف صادق على انتشار الجريمة فنجد في الواقع أن وباء الجريمة قد انتشر انتشاراً كبيرا في مجتمعنا و تلونت ملامحه أكثر من أي وقت مضى و تضاعف عدد المجني عليهم حتى أصبحوا يزيدون أضعافا عن ضحايا أي وباء. و هو ما يعرض المجتمع كيانه واستقراره للخطر.
وان ترسيخ الأمن والاستقرار في أي مجتمع من المجتمعات يسهم إلى حد كبير في تقدم ورقي المجتمع ورفاهية أبنائه.

أن المنهج الإسلامي في مكافحة الإجرام هو المنهج الوحيد القادر على تحقيق النتائج المطلوبة، لأنه منهج مصدره الإله الخالق الذي يعلم خبايا النفس البشرية قال تعالى :(أ?Zلا ي?Zعْل?Zمُ م?Zنْ خ?Zل?Zق?Z و?Zهُو?Z اللّ?Zطِيفُ الْخ?Zبِيرُ) (الملك

أن المنهج الإسلامي يتصف بعدة ميزات ترفعه وتجعله فوق جميع المناهج والنظريات، ومن تلك الميزات شمولية التصور أي في تحديد أسباب الجريمة، حيث جمع بين العوامل الداخلية والخارجية للإنسان، الداخلية كالانحراف عن الفطرة والعقيدة الصحيحة وضعف الإيمان بالآخرة، واتباع الهوى، والخارجية منها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كإبطال ولاية الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتبعا لذلك فإن العلاج الشرعي الإسلامي هو الوحيد المتسم بالشمول والتكامل، فمن أراد حل مشكلة الإجرام حلا نهائيا فما عليه إلا أن يقبل بالإسلام دينا عقيدة وشريعة،

أن الله تعالى وعد بإحلال الأمن بين الناس الذين يؤمنون به ويعلمون الصالحات ويعبدونه ولا يشركون به شيئا، فقال سبحانه : (و?Zع?Zد?Z اللّ?Zهُ الّ?Zذِين?Z آم?Zنُوا مِنْكُمْ و?Zع?Zمِلُوا الصّ?Zالِح?Zاتِ ل?Zي?Zسْت?Zخْلِف?Zنّ?Zهُمْ فِي الْأ?Zرْضِ ك?Zم?Zا اسْت?Zخْل?Zف?Z الّ?Zذِين?Z مِنْ ق?Zبْلِهِمْ و?Zل?Zيُم?Zكِّن?Zنّ?Z ل?Zهُمْ دِين?Zهُمُ الّ?Zذِي ارْت?Zض?Zى ل?Zهُمْ و?Zل?Zيُب?Zدِّل?Zنّ?Zهُمْ مِنْ ب?Zعْدِ خ?Zوْفِهِمْ أ?Zمْناً ي?Zعْبُدُون?Zنِي لا يُشْرِكُون?Z بِي ش?Zيْئاً و?Zم?Zنْ ك?Zف?Zر?Z ب?Zعْد?Z ذ?Zلِك?Z ف?Zأُول?Zئِك?Z هُمُ الْف?Zاسِقُون?Z) (النور:55) والمجتمع الآمن هو الذي ت?Zقِلّ?Z فيه الجريمة أو تنعدم .
ينبغي علينا أن ندرك عاملاً رئيسياً لارتكاب القتل والانتحار وانتشار الجريمة وهو ضعف الوازع الديني الذي يعتبر من الأسباب الرئيسة في انحراف الأشخاص وقد تبين أن ضعف الوازع الديني كان سببا في ارتكاب كثير من الجرائم وذلك لأن وجود الوازع الديني يكون رادعاً للشخص من فعل الجريمة لأن هناك محاذير شرعية تحرم على الشخص الوقوع فيها فوجود الوازع الديني يكون حصنا منيعاً للشخص من الانحراف. فعندما يضعف الوازع الديني لدى الإنسان ويصبح غير قادر على التفريق بين الحلال والحرام وغير قادر على السيطرة على نفسه من الغضب والاندفاع أمام ارتكاب الحماقات عند ذلك فقط يسهل ترويض عقلية هذا الإنسان ودفعه من قبل آخرين أو من قبل نفسه الامارة بالسوء إلى ارتكاب خطأ يؤدي إلى تفاقم في أخطاء قد تؤدي إلى التسبب في القتل او الانتحار وهذا مايحدث في الغالب.

ان الاسرة لها دور كبير فهي المجتمع بتربية أبنائه على العقيدة الإسلامية ومراقبة الله والخوف من انتهاك حرمات حدوده وأوامره. وكذلك التربيه السليمه الخالية من الإفراط والتفريط والشدة والتساهل والاهتمام بالأسرة من قبل الوالدين نفسيهما فنسبة كبيرة من المجرمين والمنتحرين وبعد النظر لأحوال أسرهم وكيفية التربية نجد أنهم لم يأخذوا بمنهج الإسلام في التربية وبنظامه في التكوين والإعداد وان تفكك الأسرة بسبب الطلاق أو موت أحد الوالدين أو سجن رب الأسرة أو غيابه عن الأسرة لفترات طويلة، ساعدة على سوء التنشئة الاجتماعية .

ان المسجد له دور كبير في المجتمع الاسلامي وهو من اهم وسائل بناء الفضيلة في نفوس الافراد. وبيان من خطباء المساجد خسارة القاتل والمنتحر في الدنيا والاخره .
ان المعلم والمناهج المدرسية لهما دور فعال في حل مشكلة الانتحار والقتل، بالتثقيف والتوعية.

ان للاعلام دورا كبيرا في حل هذه المشكلة عن طريق الصحيفة والتلفاز بعمل ندوة يجتمع فيه اطباء في علم النفس ورجال الدين وغيرهم من يختص بهذا الامر.

فكلنا شركاء ومسؤولون في نشر الوعي وتعزيز المفاهيم والاعتدال وانتهاج الطريق السليم الذي يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف وأيضاً يدعو إلى نبذ العنف والكراهية والبغضاء بين المسلمين.

واقول يوجد اسباب أيضاً لزيادة الانتحار والقتل في هذه الايام منها :

الفقر ورفع الاسعار وتفكك الاسرة والفراغ و البطالة سبب رئسي في انحراف الشباب وقد انتشرت في مجتمعنا انتشارا كبيرا وعلاجها يكمن في تأمين سبل العمل للعاطلين سواء أكان ذلك في أجهزة الدولة أم في القطاع الخاص بعد تدريبهم وتعليمهم حتى يكونوا منتجين.

أن حالات الإنتحار بين الشباب وخاصة المراهقين والمراهقات مشكلة كبيرة وهي تعبر عن الشعور بالفشل في الحياه مثل خسارة في التجاره وهروب من الفضيحه وترك الحبيب او مرض نفسي اوفشل في الدراسة او مشاكل الاسرة كالعنف الذي تتعرض له بعض النساء داخل اسرهن من قبل الزوج او الاب او الاخ ........


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد