ايباك اوباما

mainThumb

18-08-2009 12:00 AM

د. محمد فلاح القضاة
يعد انتخاب اوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية انعكاساً لديمقراطية الشعب الأمريكي وقوته في اختيار من يريد. حينما يقرر الشعب بنفسه ما يريد فإن ذلك إنجازٌ من أعظم الانجازات الديمقراطية في العالم.
وإني لأعترف بأني تفاءلت جداً كما تفاءل الملايين بانتخاب اوباما رئيساً للولايات المتحدة، وجنحت بخيالي وحلمتُ بقوة هذا الرجل في تحقيق السلام والرخاء لتلك?Z الشعوب التي عانت من القهر والجبروت طيلة ثمان سنوات عجاف.
إلاّ أنني اكتشفت أن هذا التفاؤل لم يكن سوى ( أحلام يقظة)، تحول إلى سراب بعد سماعي خطاب اوباما في منظمة ايباك الصهيونية.
ويا ليتني لم اسمعه، كي أبقى لبعض المتفائلين العرب بإدارة اوباما؛ الذي حاول أن يدغدغ مشاعر العرب والمسلمين بخطابه في القاهرة.
لقد قال سيد البيت الأبيض في ايباك غير ما قاله في القاهرة؟ وما لم يقله رئيسٌ سابق للولايات المتحدة في مدح الكيان الصهيوني.
لاءات كثيرة بحق فلسطين وأهلها، لاءات كثيرة أخرى بحق قرارات الأمم المتحدة.
أيها المتفائلون بـ أوباما، اقرأوا ما قاله الرئيس في ايباك:
" يجب أن نستمر في حصار حماس حتى تتوقف عن أعمالها الإرهابية". تصوروا أيها المتفائلون ان حماس كما لو أنها دمرت المدن الصهيونية، وهي التي تفرض الحصار على مرضى الصهاينة، وتمنع عنهم الوقود والدواء والغذاء.
ويردف أوباما: "أي اتفاقية مع الفلسطينين يجب ان تحترم هوية إسرائيل كدولة يهودية".
أيها المتفائلون بالسيد اوباما، إن ما يعنيه السيد الرئيس هو طرد العرب من أرضهم واستمرار قيام دولةٍ عنصرية.
أيها المتفائلون بالسيد الرئيس اوباما، اسمعوا ما يقول: "القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ولن تتقسم". تصوروا! إنّه يريد للقدس، قدس الأقداس أن تظل بمساجدها وكنائسها تحت سيطرة بساطير الصهاينة. تصوروا وبذلك فإن السيد الرئيس اوباما يضرب بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن. بإعتبار أنها قرارات لا قيمة لها.
أيها المتفائلون لم يكتفِ بذلك السيد اوباما وإنما بذلك، ربط الدولة الديمقراطية بأكبر دولة عنصرية خارجة ومارقة على الشرعية الدولية.
أيها المتفائلون! يقول الرئيس اوباما: " هؤلاء هم الذين يهددون إسرائيل فيهددوننا".
ويتابع الرئيس: "الدفاع المشترك بين إسرائيل وأميركا يعتبر مثالاً للنجاح ويجب أن يعمق، وأنا كرئيس سوف أتقدم بمذكرة تفاهم تنص على تقديم مبلغ (30) بليون دولار في شكل مساعدات لإسرائيل خلال العقد القادم.
أيها المتفائلون! إن السيد الرئيس لم يدع جانباً مُهمّاً إِلا وذكره لصالح الكيان الصهيوني وعلى حسابكم ايها العرب المتفائلون. يقول الرئيس اوباما: "وسوف تقوم بتصدير المعدات العسكرية إالى حليفتنا إسرائيل في إطار المبادئ التوجيهية لحلف شمال الأطلسي نفسها".
أيها المتفائلون الكرام أما آن لكم ولي ان نفيق من أحلامنا؟ أما آن الأوان أن نوقف أحلام اليقظة؟ عذراً أما آن الأوان أن نصحو من سكرتنا؟ أيها المتفائلون! هل سألتم أنفسكم لماذا هذه القوة لمنظمة ايباك؟ لن أخوض طويلاً في ذلك أيها المتفائلون. وبإختصار: إن قوة طرف تأتي دائماً من ضعف قوة الطرف الآخر.
أيها المتفائلون ما حك جلدك مثل ظفرك، ومن يهن يسهل الهوان عليه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد