جريمة بشعة
قصة غريبة من نوعها( ولكنها أصبحت تتكرر في هذا العصر بين فترة وأخرى) وبنفس الوقت مفزعة للقلوب نشرتها الصحف الأردنية حيث وضعت طفلة يوم السبت بتاريخ20122008 مولود وتبلغ الطفلة من العمر 12 عام ونصف وكان وزن المولود ثلاثة كيلو غرامات وبصحة جيدة ولكن ليس هذا هو المهم والمهم هو أن المولود سفاحا من شقيقها البالغ من العمر 14 عاما وكانت الطفلة في حالة صحية جيدة بعد الولادة وابنها كذلك وتم تسليمهم إلى مركز حماية الأسرة تحت إجراءات أمنية مشددة.
قصة مفزعة أكثر من كونها غريبة ولا غرابة في عمر الطفلة إذ هي في الصف السادس الابتدائي وتبلغ الكثير من الفتيات في سن أقل كالعاشرة من العمر والحادي عشرة ولا ننسى أمهاتنا اللواتي تزوجن في مثل هذا السن من العمر ولكن الغرابة والصدمة أنها ارتكبت هذه الجريمة مع أخيها الطفل كذلك البالغ 14 عاما وإن كانوا كليهما قد بلغا جسميا لكنهما لم يبلغا عقليا أو مرحلة الرشد التي بها يكلف الإنسان ويحاسب قال تعالى في محكم التنزيل :" و?Zابْت?Zلُواْ الْي?Zت?Zام?Zى ح?Zتّ?Zى?Z إِذ?Zا ب?Zل?Zغُواْ النِّك?Zاح?Z ف?Zإِنْ آن?Zسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا ف?Zادْف?Zعُواْ إِل?Zيْهِمْ أ?Zمْو?Zال?Zهُمْ " النساء6 والابتلاء هنا الاختبار للعقول من خلال تنمية المال وذلك لإعادة المال إليه في حالة الرشد الكامل ولكن تنمية الأولاد واختبارهم في الجوانب الأخرى من الحياة هو الأهم والذي يقع واجبا على المربين والآباء والأمهات وقوله تعالى:" حتى إذا بلغوا النكاح" أي الحلم لقوله تعالى:" وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم" [النور:59] أي البلوغ، وحال النكاح.
والبلوغ يكون بخمسة أشياء: ثلاثة يشترك فيها الرجال والنساء واثنان يختصان بالنساء وهما الحيض والحبل.فأما الحيض والحبل فلم يختلف العلماء في أنه بلوغ، وأن الفرائض والأحكام تجب بهما، واختلفوا في الثلاث, قال أصبغ بن الفرج: والذي نقول به إن حد البلوغ الذي تلزم به الفرائض والحدود خمس عشرة سنة، وذلك أحب ما فيه إلي وأحسنه عندي، لأنه الحد الذي يسهم فيه في الجهاد ولمن حضر القتا ل واحتج بحديث ابن عمر إذ عرض يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنةفأجيز، ولم يجز يوم أحد، لأنه كان ابن أربع عشرة سنة. أخرجه مسلم (تفسيرالقرطبي)
والأهم في هذا الموقف أو (الجريمة) هو أين دور الأم والأب في التربية أين التعاليم التي يجب غرسها في عقول أبناءنا والواجب تجاههم من توجيه وتعليم وتأديب لماذا لا نتبع تعاليم ديننا الحنيف ونستمد منه التوجيه فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم في تربية الأبناء في حديث رواه أبو داوود :"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين وضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع" قال الألباني حسن صحيح وكذلك الآيات التي تأمر الفتاة بالحجاب حتى ولو كانت أمام محارمها لأن عدم الحجاب داخل البيت له حد معين وقد قال الفقهاء إن الحد المسموح به للفتاة بترك الحجاب أمام المحارم هو ما يظهر منها من أعضاء الوضوء ولكننا نرى أن هذا قد تجاوز الحد للفتاة فيصبح أمر مألوف وتفقد الحياء شيئا فشيئا مع أن الحياء هو شعبة من شعب الإيمان فكان المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ولكننا في زمن فقد فيه الحياء من الأم والأب والأولاد وأصبح من يتصف بهذه الصفة ضعيف الشخصية خجول غير محبوب ولكن العيب ليس في زماننا (نعيب زماننا والعيب فينا وما كان لزماننا عيب سوانا) إذ أصبحنا في زمن انتشر فيه الإعلام من نت ومسلسلات وبرامج هدفها نشر الرذيلة وخلويات ولكن هذا لا يعني أنه مبررلنا على عدم تربيتنا الصحيحة لأن المسئول عن التربية هي كل مؤسسات المجتمع من مدرسة ودور إعلام ونشر والبيئة المحيطة ويقع الدور الأول والأخير على الآباء والأمهات اللذين لم يترك لهم الدين الحنيف شيئا إلا وبينه فبين أن حق الطفل يبدأ قبل الزواج وذلك من خلال حسن اختيار الزوجة الصالحة لأنها الأم ومربية الجيل الصاعد فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم:" تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" وهناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تأمر بحسن اختيار كلا الزوجين لبعظهما البعض ثم يأتي الطفل الذي هو عبارعن صفحة بيضاء ويقول في ذلك أبو حامد الغزالي حجة الإسلام في كتابه الإحياء (أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها والصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة , وهو قابل لكل مانقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه , فإن عوِد الخير وعلمه نشأعليه وسعد في الدنيا والأخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم ومؤدب, وإن عوِد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له وقد قال الله عز وجل :" ي?Zا أ?Zيُّه?Zا الّ?Zذِين?Z آم?Zنُوا قُوا أ?Zنفُس?Zكُمْ و?Zأ?Zهْلِيكُمْ ن?Zارًا و?Zقُودُه?Zا النّ?Zاسُ و?Zالْحِج?Zار?Zةُ ع?Zل?Zيْه?Zا م?Zل?Zائِك?Zةٌ غِل?Zاظٌ شِد?Zادٌ ل?Zا ي?Zعْصُون?Z اللّ?Zه?Z م?Zا أ?Zم?Zر?Zهُمْ و?Zي?Zفْع?Zلُون?Z م?Zا يُؤْم?Zرُون?Z" التحريم6 ويطيل الغزالي في حديثه عن تربية الصبيان وكلامه قيم يكتب بماء الذهب ولمن أراد المزيد (كتاب إحياء علوم الدين الجزأ 3 باب رياضة الصبيان) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه]. متفق عليه من حديث أبو هريرة رضي الله عنه .
وأكّد ابن القيم - رحمه الله - هذه المسؤولية فقال: "قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة، قبل أن، يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللإبن على أبيه حق، فكما قال الله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حسناً) (العنكبوت:7) وقال أيضاً: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) (التحريم:6)، فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبتِ إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً".
فتوجيه للآباء والأمهات لا تعقوا أبناءكم قبل أن يعقوكم ونذكر في هذا الموقف القصة الشهيرة في عقوق الآباء للأبناء والتي حدثت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكوا إليه عقوق ابنه فأحضر أمير المؤمنين الولد وقال الابن يا أمير المؤمنين أليس للولد حق على ابيه فقال : نعم ,أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب (القرآن) . فقال البن يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيء من ذلك : أما أمي فإنها كانت زنجية لمجوسي وقد سماني جعلا (جعرانا), ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا فنظر أمير المؤمنين الى الرجل وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء. فإن مرتكب هذه الجريمة البشعة هم الوالدين قبل الولدين ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل إنا لله وإنا إليه راجعون والله أعزي نفسي على هذه الجرائم التي تنتشر في مجتمعاتنا ونحن المسلمون وديننا الإسلام الحنيف
التوسع الاستيطاني بالضفة يبلغ أعلى مستوى له منذ سنوات
هل ستؤثر الإصابة على صفقة الأهلي مع النعيمات
رغم وساطة ترامب .. تواصل القصف بين تايلند وكمبوديا
تخوف رسمي من انهيار وقف إطلاق النار في غزة
ويتكوف سيتوجه إلى برلين للقاء زيلنسكي وزعماء أوروبيين
وزارة الأوقاف تُسمي ناطقها الإعلامي الجديد
أمطار الخير تعود إلى المملكة بهذا الموعد
واشنطن تستضيف مؤتمراً بالدوحة لبحث تشكيل قوة لغزة
فوز الفيصلي على الوحدات في دوري الرديف
الإمارات تتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب
صندوق النقد الدولي يقر المراجعة الرابعة للاقتصاد الأردني
الدفاع المدني يحذر من مخاطر النوم والمدافئ مشتعلة
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة
سعر عيار الذهب الأكثر رغبة لدى المواطنين
إعادة 6000 شخص إلى مناطقهم بعد ضبط الجلوة العشائرية
إلى جانب النشامى .. المنتخبات المتأهلة إلى ربع نهائي كأس العرب 2025
عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة


