دولة رئيس الوزراء .. ارحموا عزيز قوم ذل !؟

mainThumb

20-08-2009 12:00 AM

كعادة كل المؤمنين نستقبل بعد أيام شهر رمضان المبارك ، حيث توجب علينا طقوسه أن نحترم هذا الشهر الفضيل وأن نلبي الرغبات الأساسية القليلة من الطعام والشراب لأفراد العائلة والأرحام وذوي القربى ، وبالرغم من أن الصيام فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما هي الضريبة المفروضة على المواطن الأردني باستثناء البعض الذين يتمترصون بسلاح نفوذهم ومناصبهم العليا والمال والدعم اللوجستي ، حيث يعيشون في عالم آخر بعيدا عن عالم الفقراء والمساكين والمحرومين والمعدمين الذين تجاوزت نسبتهم أكثر من 70 % ،وحيث أن الأسعار قد قفزت عشرات الأضعاف قبيل شهر رمضان ، إضافة إلى ارتفاع مشتقات النفط ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع غالبية السلع والخدمات والمواد الأخرى وكما تعودنا منذ استلام دولتكم رئاسة مجلس الوزراء .... ورغم ما حصل من احتجاجات وكتابات هنا وهناك من قبل الشعب الأعزل إلا أن الأمور تزداد سوءا وتعقيدا حيث أوصدت جميع الأبواب في أوجه المواطنين الذين باتوا على أعتاب السجن والانحراف والضياع والتشرد ، لأن الالتزامات المالية والنفقات المعيشية ازدادت بنسب كبيرة عما يتقاضون من رواتب وأجور ، ولأن موظفي الدولة بكافة شرائحهم وهم النسبة العظمى في المجتمع الأردني أصبحوا حائرين في زمن تكالبت عليهم الظروف الصعبة وقسوة العيش وندرة الحصول على المال .
وإننا نعلم يا دولة الرئيس بأن خزينة الأردن تعاني من ضائقة مالية وعجز كبير في الإيرادات والتحويلات المالية الخارجية من أبناء الوطن ، وهذا العجز بحسب توجيهات صندوق النقد الدولي يجب أن يتم تخفيضه دون تحديد آلية العمل اللازمة لذلك ، بل ترك للمسؤولين الأردنيين الحرية اللازمة لتخفيف العجز والحد من المديونية ، والغريب في الأمر أن كل الإصلاحات والضغوطات والاملاءات وفرض الضرائب وإقرار القوانين كما هي قوانين ( الضمان الاجتماعي ) و (المالكين والمستأجرين ) وغيرها ، كلها تمس الفقراء والمعدمين والأرامل واليتامى وموظفي المؤسسات الحكومية والذين أصبحت الزكاة والصدقة تستحق عليهم بكل أمانة ، لأنهم جياع وفي ضياع في ظل الظروف الاقتصادية العصيبة التي مرت عليهم ولا زالت تعصف بهم.
ولا أجزم بأن شهر رمضان المبارك سيمر على الشعب الأردني بسهولة، بل وفي اعتقادي أنه شهر أثقل من جبل أحد في ظل الظروف المالية الصعبة لأن الحال لا يوصف والشكوى لغير الله مذلة.
وليعلم دولتكم بأن الصائمين من الأطفال والفقراء واليتامى والمشردين يحتاجون لوجبة طعام جيدة بل ومتوسطة في زمن انفجرت به الأسعار بشكل جنوني وانفلت السوق دون أية رقابة عليه ، حتى أن العدس طعام الفقراء لم يعد بمقدور المواطن الحصول عليه بسهولة.
ولنعد إلى كرامة المواطن الأردني وعزة نفسه وشح موارده ، فقد أصبح في حيرة نمن أمره في زمن أصبح فيه الحليم حيرانا ، وبالتالي فإن ما يجري يا دولة الرئيس من ضغوطات نفسية واقتصادية على المواطن خلقت لديه إشكاليات كثيرة ربما يكون مردودها سلبا على الأمن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وكثرة انتشار الجريمة والفساد ، ونحن بغنى عن ذلك لو أن هناك آلية لفرض الضرائب على حيتان المال في الأردن ، أو أن هناك رقابة حكيمة على المتنفذين وكبار التجار والجشعين ومحتكري السوق من قوت الشعب .
فصرخة قبل رمضان باسم كافة الفقراء والموظفين الغلابة الذين انتهكت حقوقهم الإنسانية في الكرامة وحقهم في العيش الكريم نقول لدولتكم أرحموا عزيز قوم ذل والمواطن في هذا البلد هو أغلى ما نملك وهو رأس المال فلا تجعلوا منه سلعة رخيصة وإيمان ضعيف في القادم وانتماء هش جراء لقمة العيش .
ونقول لكل الصائمين أعانكم الله على شهر رمضان المبارك وجعل جوعكم وعطشكم وحاجتكم في ميزان حسناتكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
E-mail :- kr2002or70@ yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد