ويفتح باب الحارة من جديد

mainThumb

22-08-2009 12:00 AM

ولاء عبد المجيد الروابدة
تلك الحارة التي تفتح أبوابها مع بداية شهر الخير ؛ حارة لمعت قصص أبطالها في سماء الوطن العربي فصيرت مشجعيها مدمنين ... يمضون الوقت مترقبين جنون الليل علّه يطفئ ظمأ حيرتهم

لعدة أعوام ماضية .. فتحت هذه الحارة أبوابها فوحدت الوطن العربي ... ففي الوقت الذي عجزت فيه لغة و أرض ... عرق وتاريخ عن لم الشمل استطاعت تلك الحارة أن تجمع آلافا مؤلفة من الأسر حول شاشة التلفاز في وقت واحد من دول الخليج شرقا وحتى المغرب العربي غربا
نعم ، أنا لا أنكر النص المتميز .. والاداء الجيد ... والحبكة المعقدة التي تبقي المشاهد مشدوها متواصلا .. والاخراج المتميز كذلك الذي يرفع وتيرة التوتر مع نهاية كل حلقة ولا أنكر أيضا على مشاهدي العمل - وأنا منهم - متابعتهم الشديدة لأحداث القصة المطروحة لكن ... لا افراط ولا تفريط
لا افراط في متابعة لمسلسل تلفزيوني يعقبه تفريط لصلاة التراويح ( حيث عادة ما يتقاطع الحدثان في وقت واحد ) ... لا افراط في متابعة لأي عمل تلفزيوني ليصل حد الادمان يعقبه تفريط في حق الله والنفس والاهل ... لا تفريط في رمضان ... شهر الرحمة والاحسان ... شهر فيه يقيد الشيطان ... أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار

فأن يضيع أحدنا ثلاثين ساعة من رمضان كحد أدنى أو مضاعفات ذلك العدد من الساعات ... ما لا يرضاه عرف ولا دين ثم فإن لكل شيئ أولويات وأولوية هذا الشهر تكمن في العبادة... وإن الأشهر القادمة وعددها أحد عشر شهرا سوف يعاد فيها بث جميع ما عرض على شاشات التلفزة في رمضان ... لكل شيء حق فلنعط رمضان حقه ... ولنجاهد أنفسنا علنا نكون من المعتقين
كلنا يعلم كم يبذل الكتاب والمخرجون والممثلون من جهد في التحضير لعمل ما لانجازه قبل رمضان لتحقيق مكاسب مادية هائلة وشهرة كبيرة وربما ما يعتبره البعض نجاحات في مجال عملهم
أما نحن المشاهدون فأكثر ما يمكن تحقيقه هو التسلية ولا شيء آخر وما نخسره فهو الكثير الكثير يكفينا ذكر الوقت الضائع من رمضان والثقافة المغلوطة التي ترسخ في أذهاننا
غير أنه يمكن الاستعاضة عن تلك المسلسلات ببرامج رمضانية مفيدة تعيننا على الطاعة .. أو إمضاء الوقت في الذكر وقراءة القران ... أو ادخال السرور على بيت من بيوت المسلمين ... أو صلة الأرحام خاصة ممن كنا قاطعين له من ذوي الأرحام ... وغير ذلك حيث أن أبواب الخير كثيرة متنوعة
وأخيرا فإننا ندعو الله دوما أن يوفقنا لما فيه طاعته ورضاه وأن يبارك لنا في رمضان وأن ننال فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار .
Walaaa_90@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد