مؤسساتنا وروح عمل الفريق الواحد

mainThumb

22-08-2009 12:00 AM

لم يكن في يوم من الايام ان فلانا تقلد منصبا رفيعا او اصبح من اصحاب القرار معناه العلو على الخلق فكلكم من آدم وآدم من تراب ولن ينجح في منصبه اي انسان يكون الغرورعنوان تصرفاته وتعامله مع الاخرين ونجاح المنظومة الاقتصادية في بث روح الفريق الواحد الذي ينبني على التشاور وتبادل الاراء وعصف الافكار لذا لايمكن ان يكون التفرد بالقرار هو اساس العمل لانه سيكون مصير تلك المؤسسة او المنظمة الفشل فكثير من الشركات والمؤسسات تم تاسيسها وتوهم اصحابها بانها ستسحق كل المنافسين وتبقى هي الصامدة فتتفاجأ بانها الفاشلة فتنسحب تجر اذيال الخيبة ولو تمعنت في اسباب الخسارة تجد في معظمها سوء التخطيط والتفرد بالقرارات واشاعة التفرقة بين العاملين فكل يفكر نفسه عنتر زمانه ويستغل بعض العاملين وقد يكونوا من المراتب العالية وجود هذه الفجوات ليأسفن فلان ويهاجم اخر ويكيل التهم كما يشاء ليبرز هذا اللعين على حساب زميله الذي قد يعادله عشرات المرات في الخبرة والانتماء والقوة في العمل .
لن اجامل ولن اقصد في مقالاتي احدا ولكن ينتابني الغضب الشديد كغيري من ابناء هذا البلد عندما تتاسس شركة ما سواء مساهمة عامة او خاصة او حتى فردية وبعد فترة تنهار فتذهب الاموال هباءا منثورا لتاتي التقارير المالية الخاسرة من اناس يدعون الخبرة والقوة في العمل ويكون من مضاعفاتها موظفين سينعتون بصفة عاطلون عن العمل .
ليس عيب ان يكون موظفو اي مؤسسة متحابين متعاونين يدا بيد والحكمة والتعقل والاستعلاء على المصالح الشخصية صفتهم فلايمكن ان تنهار مثل هذه المنظمات فعندما كنت احضر بعض الدورات والمؤتمرات كان هناك امثلة من دول اوروبية لمصانع يختلف في الرأي اثنان من العاملين فلن يؤثر ذلك على سير العمل ولن تسمح الادارات بالنميمة والكذب فترى مثل هذه المؤسسات تستمر وتستمر وليس غريبا ان نسمع عن شركة تجاوزت المئة عام على تاسيسها ولاتزال بنفس قوة المنافسة بل وقد تكون اشد فلماذا تعطى لنا مثل هذه الامثلة في المحاضرات ولانستطيع تطبيقها وهنا سؤال هل لقوة الشخصية للمدير العام وحسن التصرف سبب في الاستمرار والبقاء ؟؟؟ سؤال اضعه امام الادارات العليا في شركاتنا ومؤسساتنا في القطاع الخاص بغض النظر عن السلعة التي يتم تقديمها سواء كانت خدمية او محسوسة او وعود كما هو الحال في شركات التأمين .
آسف اخي القارئ على مايسمى الفلسفة في بعض ما أكتب ولكن هذا هو الواقع الذي نعيشه في بعض المؤسسات أسافين تدق وتهم ترمى هنا وهناك ومصالح شخصية يتم حياكتها من تحت الطاولة والغريب عند المواجهة تراهم اجبن بكثير مما تتخيلهم فتصبح انت الملاك الطاهر الذي يجب ان يقتدي الموظفين بك وعندما تدير ظهرك تصبح انت الشيطان الاكبر وكذا وكذا وكذا .
ان بعض المقالات التي انشرها بين الحين والاخر وعلى الرغم من ان تخصصي هو التأمين كما يقال لي في كثير من التعليقات يجب ان تبقى في مجال عملك و لا تتفرع لاكثر من ذلك لانك قد تتشتت في ما تريد ايصاله ولكن من طبيعة اي كاتب سواءا كان هاويا او محترفا او مبتدءا ان يكون له القدرة على قراءة مايدور في الاسواق وترجمتها من خلال ما يكتب فلايوجد قطاع يستغني عن الاخر فعلي سبيل المثال ان نجاح قطاع البنوك وديمومته سيؤثر بطبيعة الحال على التامين وعلى البناء والنقل وعلى القدرة الشرائية للمواطن وكذلك الحال لبقية القطاعات لذا استطيع ان اوضح سبب لهفتي كغيري من ابناء البلد على استمرار نجاح كل الشركات والمؤسسات فمن منا يستطيع ان ينكر ان اموال البورصات وما حصل اثر على جميع شرائح المجتمع فهبطت القدرة الشرائية واشتدت قوانين الاقتراض لدى البنوك بعد ان كانت دعايتها التي تتباهى بها تيسير الحصول على القرض وغيرها من المنغصات النفسية والمادية والاجتماعية .
من خلال هذه الكلمات اتوجه الى الادارات العليا في جميع الشركات ان تعيد حساباتها مع موظفيها وتنشر بينهم روح عمل الفريق الواحد ولا تسمح لمثيري الفتن والفساد بالاستمرار اما الاستغناء عنهم او تحذيرهم من عدم التمادي في ايذاء الاخرين لان ذلك يهدم الشركة وتنهار وتضيع الاموال خاصة التي جاءت من الكد والتعب وسهر الليالي فيجب ان لايسمح احدا منا لاي كان ان يضيع تلك الثروة حتى وان كانت بسيطة نتيجة لاستهتار وتهاون البعض او بسبب الغش والخديعة وغدر الغادرين .

Rabeh_baker@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد